شائع

تفسير سورة آل عمران صفحة 69 من الآيات (149 - 153) .. وفوائد الآيات

 التفسير

149–يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ

–يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، إن تطيعوا الذين جحدوا ألوهيتي، ولم يؤمنوا برسلي من اليهود والنصارى والمنافقين والمشركين فيما يأمرونكم به وينهونكم عنه، يضلوكم عن طريق الحق، وترتدُّوا عن دينكم، فتعودوا بالخسران المبين في الدنيا والآخرة.

150–بَلْ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ 

–هؤلاء الكافرون لن ينصروكم إذا أطعتموهم ، بل الله هو ناصركم على أعدائكم ، فأطيعوه ، وهو سبحانه خير الناصرين ، فأنتم لا تحتاجون لأحد بعد الله تعالي.. 

151–سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمْ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ 

–سنقذف في قلوب الذين كفروا : أشدَّ الفزع والخوف بسبب إشراكهم بالله آلهة مزعومة ليس لهم دليل أو برهان على استحقاقها للعبادة مع الله تعالي. 

–فحالتهم في الدنيا : رعب وهلع من المؤمنين ، أما مكانهم في الآخرة: الذي يأوون إليه فهو النار; وذلك بسبب ظلمهم وعدوانهم وبئس مستقر الظالمين النار. 

152–وَلَقَدْ صَدَقَكُمْ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ 

–ولقد حقق الله لكم ما وعدكم به من نصر، حين كنتم تقتلون الكفار في غزوة أُحد قتالًا شديداً بإذنه تعالى، حتى إذا جَبُنتم وضعفتم عن القتال واختلفتم: هل تبقون في مواقعكم أو تتركونها لجمع الغنانم مع مَن يجمعها؟ وعصيتم أمر الرسول حين أمركم ألا تفارفوا أماكنكم بأي حال من الأحوال !

– ثم انقلب النصر بعد ذلك إلي هزيمة: وحلَّت بكم الهزيمة من بعد ما أراكم ما تحبون من النصر، وتبيَّن أن منكم من يريد غنائم الدنيا، وهم الذين تركوا مواقعهم، ومنكم من يريد ثواب الآخرة، وهم الذين بقوا في مواقعهم مطيعين أمر الرسول .

 –ثم حَوَّلكم الله وصرف وجوهكم عن عدوكم وسلطهم عليكم; ليختبركم ، فيظهر المؤمن الصابر على البلاء ممَّن زلت قدمه، وضعفت نفسه ، وقد علم الله ندمكم وتوبتكم فعفا عنكم ، والله ذو فضل عظيم على المؤمنين.

153–إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ 

–واذكروا -أيها المؤمنون- ما كان مِن أمركم حين أخذتم تصعدون الجبل هاربين يوم أحد من أعدائكم، ولا تلتفتون إلى أحد لِمَا اعتراكم من الدهشة والخوف والرعب والفشل بمخالفة أمر الرسول

– ولا ينظر أحد منكم لأحد، والرسول يدعوكم من خلفكم بينكم وبين المشركين قائلًا: إليَّ عبادَ الله، إليَّ عبادَ الله، فجازاكم الله: على هذا ألمًا وضيقًا بما فاتكم من النصر والغنيمة، يتبعه ألم وضيق بما شاع بينكم من قَتْل الرسول

–وقد أنزل بكم هذا: لكي لا تحزنوا على ما فاتكم من النصر والغنيمة، ولا ما أصابكم من قتل وجراح، بعدما علمتم أن الرسول لم يُقْتل، حيث هانت عليكم كل مصيبة وألم، والله خبير بجميع أعمالكم .. لا يخفى عليه منها شيء. 

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

–التحذير من طاعة الكفار والسير في أهوائهم، فعاقبة ذلك الخسران في الدنيا والآخرة.

–إلقاء الرعب في قلوب أعداء الله صورةٌ من صور نصر الله لأوليائه المؤمنين.

 –من أعظم أسباب الهزيمة في المعركة التعلق بالدنيا والطمع في مغانمها، ومخالفة أمر قائد الجيش.

 –من دلائل فضل الصحابة أن الله يعقب بالمغفرة بعد ذكر خطئهم.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-