شائع

تفسير سورة آل عمران صفحة 58 من الآيات (62 - 70) .. وفوائد الآيات

التفسير 
62–إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 

–إن هذا الذي ذكرناه لك - أيها النبي - من شأن عيسى -عليه السلام  هو الخبر الحق الذي لا كذب فيه ولا شك، وما من معبود بحق إلا الله وحده، وإن الله لهو العزيز في ملكه، الحكيم في تدبيره وفعله.

63–فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ 

–فإن أعرضوا -أيها النبي- عن تصديقك واتباعك، وعن ما جئت به من الحق، فأولئك هم المفسدون في الأرض، وسوف يجازيهم الله على ذلك. 

64–قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ 

–قل -أيها الرسول- لأهل الكتاب من اليهود والنصارى: تعالَوْا إلى كلمة سواء: عدل وحق نلتزم بها جميعًا : وهي توحيد  الله تعالي والنهي عن الشرك وأن نَخُص الله وحده بالعبادة، ولا نتخذ أي شريك معه، من وثن أو صنم أو صليب أو طاغوت أو غير ذلك..

–ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا يُعبدون ويُطاعون من دون الله ويدين بعضنا لبعض بالطاعة، فإن انصرفوا عن هذا الحق والعدل الذي تدعوهم إليه ..

–فقولوا لهم أيها المؤمنون: اشهدوا بأنا مستسلمون لله منقادون له بالطاعة، وكما تُوجَّه الدعوة إلى اليهود والنصارى، توجَّه إلى من جرى مجراهم.

65–يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ وَالإِنجِيلُ إِلاَّ مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ 

يا أصحاب الكتب المنزلة من اليهود والنصارى, كيف يجادل كل منكم في أن إبراهيم عليه السلام كان على ملَّته،  فاليهودي يزعم أنه كان يهوديًّا.. والنصراني يزعم أنه كان نصرانيًّا، وما أُنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعد وفاته بوقت طويل؟ أفلا تدركون بعقولكم بطلان قولكم وزعمكم هذا ؟!  

66–هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ 

–ها أنتم يا أهل الكتاب جادلتم النبي  فيما لكم به علم من أمر دينكم وما أنزل عليكم ومما تعتقدون صحته في كتبكم.. فَلِم تجادلون فيما ليس لكم به علم من أمر إبراهيم عليه السلام ودينه، مما ليس في كتبكم ولا جاء به أنبياؤكم ؟! والله يعلم حقائق الأمور وبواطنها وأنتم لا تعلمون.

67–مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ 

–ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً, فلم تكن اليهودية ولا النصرانية موجودة إلا من بعد وفاته ، ولكن كان متبعًا لأمر الله وطاعته ، مستسلمًا موحدا لربه ، وما كان من المشركين كما يزعم مشركو العرب أنهم على ملته..

68–إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ 

–إن أحق الناس بالانتساب إلي إبراهيم ، هم الذين اتبعوا ما جاء به في زمانه ، وآمنوا به وصدقوا برسالته واتبعوه على دينه .. وأحق الناس أيضًا بالانتساب إلي ابراهيم، هذا النبي محمد ﷺ والذين آمنوا به من هذه الأمة والله وليُّ المؤمنين به المتبعين لشرعه..

69–وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ 

– يتمنى أحبارٌ  من أهل الكتاب : من اليهود والنصاري أن يضلوكم -أيها المؤمنون عن الإسلام- وعن الحق الذي هداكم الله له، وما يضلون إلا أنفسهم وأتباعهم..لأن سعي أهل الكتاب في إضلال المؤمنين يزيد في ضلالهم هم ، وما يشعرون بذلك ولا يدرون عاقبة أفعالهم..

70–يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ 

–يا أهل الكتاب من اليهود والنصارى لِمَ تكفرون بآيات الله التي أنزلها الله علي رسله في كتبكم ، وفيها أن  محمدًا  هو الرسول المنتظر, وأن ما جاءكم به هو الحق, وأنتم تشهدون أنه الحق الذي دلت عليه كتبكم ؟ ولكنكم تنكرونه.
♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

 –أن الرسالات كلها اتفقت على كلمة عدل واحدة، وهي: توحيد الله والنهي عن الشرك.

– أهمية العلم بالتاريخ؛ لأنه قد يكون من الحجج القوية التي تُرَدُّ بها دعوى المبطلين.

– أحق الناس بالنبي إبراهيم من كان على ملته، أما دعوى الانتساب إليه مع مخالفته فلا تنفع.

– حرص أهل الكتاب على إضلال المؤمنين، حسدًا من عند أنفسهم، لأنهم علي الباطل.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-