شائع

تفسير سورة آل عمران صفحة 67 من الآيات (132 - 140) .. وفوائد الآيات

التفسير

133–وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ 
 
–وبادروا وسابقوا–أيها المؤمنون– بتقوي الله: فتمتثلون لما أمركم به ، وتتجنبون ما نهاكم عنه وفعل الخيرات، لاغتنام مغفرة عظيمة من ربكم وجنة واسعة عرضها السموات والأرض أعدها الله لعباده للمتقين. 

134–الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 

–ومن صفات المتقين التي يستحقون بها جنة عرضها السماوات والأرض :- 
–الإنفاق في كل حال: هم الذين ينفقون أموالهم في حال اليسر والعسر 
–المانعون غضبهموفي حال الغضب يمسكون ما في أنفسهم من الغيظ .. بالصبر 
المتجاوزون عمن ظلمهموإذا قَدَروا عَفَوا عمَّن ظلمهم
–الإحسان إلى الخلق: في جميع الأحوال، وهذا هو الإحسان الذي يحب الله أصحابه.

135–وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ 

–والمتقون:هم الذين إذا فعلوا كبيرة من الذنوب أو ظلموا أنفسهم بارتكاب ما دون الكبائر، ذكروا الله وتذكروا وعيده للعاصين، ووَعْده للمتقين، فلجأوا إلي ربهم تائبين، يطلبون منه أن يغفر لهم ذنوبهم وعدم مؤاخذتهم بها؛ لأنه لا يغفر الذنوب إلا الله وحده، ولم يصرون على ذنوبهم، وهم يعلمون أنهم إن تابوا تاب الله عليهم ، وأن الله تواب رحيم.

136–أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ 

–أولئك المتصفون بتلك الصفات العظيمة: جزاؤهم أن يغفر الله لهم ذنوبهم، ولهم في الآخرة جنات تجري من تحت قصورها الأنهار، خالدين فيها لا يخرجون منها أبدًا، نعم جزاء العاملين بطاعة الله : المغفرة والجنة ..

137–قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ 

–يخاطب الله المؤمنين لـمَّا أُصابهم ونزل بهم يوم أحد تعزية لهم بأنه قد مضت من قبلكم أمم ابتُلي المؤمنون منهم بقتال الكافرين .. فكانت العاقبة للمؤمنين، فسيروا في الأرض معتبرين بما آل إليه أمر أولئك المكذبين بالله ورسله .. خلت ديارهم  وزال ملكهم ..

138–هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ 

–هذا القرآن بيان وإرشاد إلى طريق الحق وتحذير من الباطل للناس أجمعين ، وهو السبيل إلي الهدى، وتذكير للمتقين؛ وهم الذين يخشون الله وخُصُّوا بذلك; لأنهم هم المنتفعون بالقرآن وما فيه من الهدى والرشاد . 

139–وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ 

–ولا تضعفوا -أيها المؤمنون- ولا تحزنوا على ما أصابكم يوم أُحد -ولا ينبغي ذلك لكم- فأنتم الأعلون بإيمانكم، والأعلون بعون الله ورجائكم نصره، فأنتم الغالبون والعاقبة لكم، إن كنتم مؤمنين بالله ووعده لعباده المتقين.

140–إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ 

–إن أصابكم -أيها المؤمنون- جراح أو قتل في غزوة أُحد فحزنتم لذلك, فقد أصاب المشركين جراح وقتل مثلكم في غزوة بدر، وتلك الأيام يصرفها الله بين الناس مؤمنهم وكافرهم بما شاء من نصر وهزيمة لحِكَم بالغَة منها: ليَظْهَر المؤمنون حقيقةً من المنافقين، ومنها: ليُكْرِم من يشاء بالشهادة في سبيله، والله لا يحب الذين ظلموا أنفسهم، وقعدوا عن القتال في سبيله.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

–ما حدث في غزوة أحد لم يكن هزيمة للمؤمنين، وإنما كان تمحيصًا لهم وتثبيتًا للعقيدة.

 –الترغيب في المسارعة إلى عمل الصالحات اغتنامًا للأوقات قبل فواتها.

 –من صفات المتقين: الإنفاق في كل حال، وكظم الغيظ، والعفو عن الناس، والإحسان إلى الخلق.

–النظر في أحوال الأمم السابقة من أعظم ما يورث العبرة والعظة لمن كان له قلب يعقل به.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-