شائع

تفسير سورة آل عمران صفحة 66 من الآيات ( 122 - 132) .. وفوائد الآيات

التفسير

122–إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ 

–واذكر -أيها الرسول- ما قد وقع لفرقتين من المؤمنين في بدء غزوة بدر، وهما بني سَلِمة وبني حارثة حين حدثتهم أنفسهم بالرجوع مع زعيمهم المنافق عبد الله بن أُبيٍّ الذي انسحب من المعركة بعد أن بث فيها اشاعات مغرضة; تخيفهم من لقاء العدو.

–حينئذ ضعفوا وجبنوا وهَمُّوا بالرجوع حين رجع المنافقون، ولكن الله ناصر هؤلاء بتثبيتهم على القتال وصرفهم عما هَمُّوا به ، وعلى الله وحده فليعتمد المؤمنون في كل أحوالهم.

123–وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 

–ولقد نصركم الله -أيها المؤمنون- بـ "بدر" على أعدائكم المشركين وأنتم مستضعفون وذلك لقلة عددكم وعتادكم، فاتقوا الله، وخافوه بفعل أوامره واجتناب نواهيه; لعلكم تشكرون  نعمه العظيمة عليكم. 

124–إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ 

–واذكر -أيها النبي- حين قلت للمؤمنين مثبتًا لهم في معركة بدر بعدما سمعوا بمَدَدٍ يأتي للمشركين: ألن يكفيكم أن يعينكم الله بثلاثة آلاف من الملائكة مُنْزَلين من السماء إلى أرض المعركة ؟! لكي يثبتونكم ، ويقاتلون معكم.   

125–بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ 

–قال الرسولﷺ: بلى، إن ذلك يكفيكم. ولكم بشارة بعون ومدد آخر من الله: إن صبرتم على القتال، واتقيتم الله، وجاء المدد إلى أعدائكم مسرعين إليكم فعلي الفور إن حدث ذلك ، فإن ربكم سيعينكم بخمسة آلاف من الملائكة معلمين أنفسهم وخيولهم بعلامات ظاهرة.

126–وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ 

–وما جعل الله هذا الإمداد بالملائكة إلا بشرى لكم يبشركم بها ولتطمئن قلوبكم ، وتطيب بوعد الله لكم ، وإن النصر حقيقة لا يكون بمجرد هذه الأسباب الظاهرة، وإنما النصر حقًّا من عند الله العزيز الذي لا يغالبه أحد، الحكيم في تدبيره وفعله..

127–لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ 

–هذا النصر الذي تحقق لكم - أيها المؤمنون- في غزوة بدر ليهلك فريقًا من الكفار بالقتل، ومن نجا منهم من القتل رجع حزينًا مكبوتا قد ضاقت عليه نفسه، خائبا يَظْهر عليه الفشل والخزي والعار  

128–لَيْسَ لَكَ مِنْ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ 

لما دعا الرسول على رؤساء المشركين بالهلاك بعد ما وقع منهم في غزوة أُحد؛ قال الله له: ليس لك -أيها الرسول- من أمر العباد شيء, بل الأمر كله لله تعالى وحده لا شريك له.

 –ولعل بعض هؤلاء المشركين الذين قاتلوك تنشرح صدورهم للإسلام فيسلموا فيتوب الله عليهم، ومن بقي على كفره يعذبه الله في الدنيا والآخرة بسبب ظلمه وبغيه.

129–وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ 

–ولله ما في السماوات وما في الأرض خَلْقًا وتدبيرًا ، يغفر الذنوب لمن يشاء من عباده برحمته ، ويعذب من يشاء بعدله والله غفور لمن تاب من عباده ، رحيم بهم.

130–يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 

–يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه احذروا الربا بجميع أنواعه، ولا تأخذوا في القرض زيادة على رؤوس أموالكم وإن قلت ، فكيف إذا كانت هذه الزيادة تتضاعف كلما حان موعد سداد الدين؟! واتقوا الله بالتزام شرعه; لتفوزوا في الدنيا والآخرة.

131–وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ 

–واتقوا الله - أيها المؤمنون - بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، واجعلوا لأنفسكم وقاية بينكم وبين النار التي أعدها الله للكافرين؛ وذلك بعمل الصالحات وترك المحرمات.

132–وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ 

–وأطيعوا الله -أيها المؤمنون- فيما أمركم به من الطاعات وفيما نهاكم عنه من أكل الربا وغيره من الأشياء .. وأطيعوا الرسول; لترحموا، فلا تعذبوا في الدنيا والآخرة 

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

–الحذر من المنافقين، وعدم الاستجابة لهم، لأنهم يحاولون تثبيط هممهم المؤمنين 

–يجب الحرص على وحدة الصف الإسلامي، والالتفاف حول القائد وتنفيذ توجيهاته

– النصر من عند الله، ولا يتوقف على كثرة العَدَد والعُدَد.

–مشروعية التذكير بالنعم والنقم التي تنزل بالناس حتى يعتبر بها المرء.

–من أهم أسباب النصر في المعارك : التزامُ التقوى، والصبر على شدائد القتال.

–المؤمن الحق يُسَلِّم لله تعالى أمره، وينقاد لحكمه. فيحكم بما يشاء، ويقضي بما أراد

–الذنوب -ومنها الربا- من أعظم أسباب خِذلان العبد في الدنيا والآخرة

–مجيء النهي عن الربا بين آيات غزوة أُحد ليشعر العبد بشمول الإسلام في شرائعه 







حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-