شائع

تفسير سورة آل عمران صفحة 65 من الآيات (116 - 121) .. وفوائد الآيات


التفسير 

116–إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 

–إن الذين كفروا بآيات الله، وكذبوا رسله، لن تدفع عنهم أموالهم ولا أولادهم من عذاب الله شيئًا في الدنيا ولا في الآخرة، ولن تجلب لهم رحمته، بل ستزيدهم عذابًا وحسرة، وأولئك هم أصحاب النار الملازمون لها.

117–مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمْ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ 

–مثل ما ينفق هؤلاء الكافرون في وجوه البر في هذه الحياة الدنيا وهم ينتظرون ثواب ما أتفقوا ، كمثل ريح باردة قوية وشديدة أصابت زرْعَ قوم ظالمين ظلموا أنفسهم بالمعاصي والذنوب وغيرها..  

– هذه الريح أتلفت زرعهم .. وقدكانوا يرجون منه خيرًا كثيرًا، فكما أتلفت هذه الريح الزرع فلم يُنتفع به، كذلك الكفر يبطل ثواب أعمالهم التي أنفقوها وكانوا يرجونها، وما ظلمهم الله بذلك، ولكنهم ظلموا أنفسهم بكفرهم وعصيانهم. 

118–يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ 

–يأيها الذين آمنوا بالله ورسوله، لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين تُطْلعونهم على أسراركم وخَواصِّ أحوالكم هؤلاء الكافرون لا يَفْتُرون عن إفساد حالكم ويفرحون بما يشق عليكم ويصيبكم من ضرر ومكروه .

–وقد ظهرت شدة الكراهية والبغضاء في كلامهم..بالطعن في دينكم، والوقيعة بينكم، وإفشاء أسراركم .. وما تخفي صدورهم من العداوة لكم أكبر وأعظم. قد بيَّنَّا لكم البراهين والحجج، لتتعظوا وتحذروا، إن كنتم تعقلون كلام الله وأمره ونهيه..

119–هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمْ الأَنَامِلَ مِنْ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ 

–ها هوذا الدليل على خطئكم في محبتهم: فأنتم تحبونهم وتحسنون إليهم ، وهم لا يحبونكم ويحملون لكم العداوة والبغضاء، وأنتم تؤمنون بالكتب المنزلة كلها ومنها كتابهم ، وهم لا يؤمنون بكتابكم .. فكيف تحبونهم ؟! 

–وإذا لقوكم قالوا نفاقًا آمنَّا وصدَّقْنا، وإذا خلا بعضهم إلى بعض بدا عليهم الغم والحزن .. فعَضُّوا أطراف أصابعهم من شدة الغضب لما يرون من ألفة المسلمين واجتماع كلمتهم

–ولما يرون من إعزاز  الإسلام, وإذلالهم به. قل لهم أيها الرسول: موتوا بشدة غضبكم، إن الله مطَّلِع على ما تخفي الصدور وسوف يجازي كلا على ما قدَّم مِن خير أو شر.

120–إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ 

–ومن عداوة هؤلاء الكفار لكم -أيها المؤمنون- أنكم إن نزل بكم أمرٌ حسن: مِن نصر وغنيمة ظهرت عليهم الكآبة والحزن ، وإن وقع بكم وأصابكم مكروه: من شر أو بلاء أو هزيمة أو نقص في  الأموال والأنفس والثمرات فرحوا بذلك.

– وإن تصبروا على ما أصابكم، وتتقوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه، لا يضركم أذى مكرهم شيئاً ، إن الله بجميع ما يعمل هؤلاء الكفار من الفساد والمكر محيط به ، وسوف يجازيهم  على ذلك ، وسيردهم خائبين.

121–وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 

–واذكر أيها الرسول: حين خَرَجْتَ من بيتك لابسًا عُدَّة الحرب في أول النهار ، متوجها إلى المدينة في غزوة أحد لقتال المشركين حيث أَخَذْتَ ترتب وتُنْظم صفوف المؤمنين فبيّنت لكل واحد منزله، والله سميع لأقوالكم، عليم بأفعالكم.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–يوم القيامة لا ينفع مال ولا بنون، إلا ما قدمه المرء في حياته من الأعمال الصالحة    

–يوم القيامة لن ينفع الكافرين ما ينفقونه في أعمال البر.. لأن الكفر يبطل ثواب أعمالهم   

نَهْي المؤمنين عن موالاة الكافرين وجَعْلهم أَخِلّاء يُفْضَون إليهم بأحوالهم وأسرارهم.

–من صور عداوة الكافرين فرحهم بما يصيب المؤمنين من شر، وغيظهم إن أصابهم خير 

–الوقاية من كيد الكفار ومكرهم تكون بالصبر وعدم إظهار الخوف، ثم تقوى الله والأخذ بأسباب القوة والنصر.






حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-