شائع

تفسير سورة آل عمران صفحة 62 من الآيات (92 - 100) .. وفوائد الآيات

 

التفسير 

92–لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ 

 –لن تدركوا - أيها المؤمنون - ثواب أهل البر ومنزلتهم حتى تنفقوا في سبيل الله من أموالكم التي تحبونها، وما تنفقوا من شيء قليلًا كان أو كثيرًا فإن الله عليم بنياتكم وأعمالكم، وسوف يجازي كل منفق بحسب عمله.

93–كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ 

–كل الأطعمة الطيِّبة كانت حلالا لأبناء يعقوب عليه السلام إلا ما حرَّم يعقوب على نفسه لمرض نزل به, وذلك مِن قبل أن تُنَزَّل التوراة.

– فلما نُزِّلت التوراة حرَّم الله على بني إسرائيل بعض الأطعمة التي كانت حلالا لهم; وذلك لظلمهم وبغيهم. 

_قل لهم أيها الرسول: هاتوا التوراة واقرؤوا ما فيها إن كنتم محقين في دعواكم أن الله أنزل فيها تحريم ما حرَّمه يعقوب على نفسه..

–حتى تعلموا صدق ما جاء في القرآن من أن الله لم يحرم على بني إسرائيل شيئًا من قبل نزول التوراة، إلا ما حرَّمه يعقوب على نفسه، وهذا مثال يدل على تحريف اليهود للتوراة.

94–فَمَنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ 

–فمَن كذب على الله من بعد قراءة التوراة ووضوح  الحقيقة، وظهور الحجة؛ بأن ما حَرَّمه يعقوب - عليه السلام - حَرَّمه على نفسه من غير تحريم من الله؛ فأولئك هم الظالمون القائلون على الله بالباطل.  

95–قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ 

–قل لهم أيها الرسول: صَدَق الله فيما أخبر به عن يعقوب  عليه السلام وفي كل ما أنزل وشرع ، فإن كنتم صادقين في انتسابكم ومحبتكم لخليل الله إبراهيم عليه السلام 

–فاتبعوا ملَّة إبراهيم التي شرعها الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم, فإنها الحق الذي لا شك فيه. وما كان إبراهيم عليه السلام من المشركين بالله في توحيده وعبادته أحدًا.

96–إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ 

–إن أول بيت بُني لعبادة الله في الأرض هو بيت الله الحرام الذي في مكة، وهذا البيت مبارك تضاعف فيه الحسنات، وتتنزل فيه الرحمات، وفي استقباله في الصلاة، وقصده لأداء الحج والعمرة، وهو بيت مبارك، كثير المنافع الدينية والدنيوية، وفيه هداية للعالمين جميعًا.

97–فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ 

–في هذا البيت دلالات ظاهرات أنه من بناء إبراهيم  وأن الله عظَّمه وشرَّفه، منها: مقام إبراهيم عليه السلام، وهو الحَجَر الذي كان يقف عليه حين كان يرفع القواعد من البيت هو وابنه إسماعيل. 

–ومن دخل هذا البيت أَمِنَ على نفسه فلا يناله أحد بسوء. وقد أوجب الله على المستطيع من الناس في أي مكان قَصْدَ هذا البيت لأداء مناسك الحج. ومن جحد فريضة الحج فقد كفر, والله غني عنه وعن حجِّه وعمله وعن سائر خَلْقه.

98–قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ 

–قل -أيها الرسول- لأهل الكتاب من اليهود والنصارى: لِمَ تجحدون حجج الله التي دلَّتْ على أن دين الله هو الإسلام، وتنكرون ما في كتبهم من دلائل وبراهين على ذلك، وأنتم تعلمون؟ والله شهيد على صنيعكم. وفي ذلك تهديد ووعيد لهم.

99–قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ 

–قل أيها النبي: لليهود والنصارى لِمَ تمنعون عن دين الله مَنْ آمن به من الناس تطلبون لدين الله زيغًا وميلا عن القصد والاستقامة ولأهله ضلالًا عن الهدى، وأنتم شهداء على أن هذا الدين هو الحق مصدق لما في كتبكم؟! وليس الله بغافل عما تعملون من الكفر به، والصد عن سبيله، وسيجازيكم به.

100–يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ 

–يا أيها الذين آمنوا بالله، إن تطيعوا جماعة من اليهود والنصارى ممن آتاهم الله التوراة والإنجيل يضلوكم، ويلقوا إليكم الشُّبَهه في دينكم; لترجعوا جاحدين للحق بعد أن كنتم مؤمنين به، فلا تأمنوهم على دينكم، ولا تقبلوا لهم رأيًا أو مشورة، بسبب ما فيهم من الحسد والضلال عن الهدى.
♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–تحريم يعقوب عليه السلام لبعض الأطعمة بسبب مرض نزل به ، ولم تنزل بها التوراة 

– بيت الله الحرام، هو أول بيت وضع لعبادة الله تعالي، وفيه من الخصائص ما ليس في سواه.

وجوب فريضة الحج لمن اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً، وذلك لذكر  الله وجوب الحج بأوكد ألفاظ .





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-