شائع

تفسير سورة آل عمران صفحة 61 من الآيات (84 - 91) .. وفوائد الآيات

 

التفسير 

84–قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 

–قل لهم -أيها الرسول- : صدَّقنا بالله وأطعنا، فلا رب لنا غيره، ولا معبود لنا سواه، وآمنَّا بالوحي الذي أنزله الله علينا، والذي أنزله على إبراهيم خليل الله، وابنيه إسماعبل وإسحاق، وابن ابنه يعقوب بن إسحاق، والذي أنزله على الأسباط.

–والأسباط: هم الأنبياء الذين كانوا في قبائل بني إسرائيل الاثنتي عشرة مِن ولد يعقوب- وما أوتي موسى وعيسى من التوراة والإنجيل, وما أنزله الله على أنبيائه, نؤمن بذلك كله, ولا نفرق بين أحد منهم, ونحن لله وحده منقادون بالطاعة, مُقِرُّون له بالربوبية والألوهية والعبادة.

85–وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ 

–ومن يطلب دينًا غير دين الإسلام الذي هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والعبودية، ولرسوله محمد   بالإيمان به واتباعه ومحبته ظاهرًا وباطنًا، فلن يُقبل منه ذلك، وهو في الآخرة من الخاسرين الذين بخسوا أنفسهم حظوظها.

86–كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ 

كيف يوفق الله للإيمان به وبرسوله قوما كفروا بنبوة محمد محمد  بعد إيمانهم به، وشهدوا أن محمداً حق وما جاء به هو الحق، وجاءهم الحجج من عند الله والدلائل بصحة ذلك؟ والله لا يوفق للإيمان به القوم الظالمين الذين عدلوا عن الحق إلى الباطل، فاختاروا الكفر على الإيمان.

87–أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ 

–إن جزاء أولئك الظالمين الذين اختاروا الكفر علي الإيمان أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين إلى يوم القيامة  

88–خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ 

–وجزاء أولئك الظالمون أنهم ماكثين في النار لا يُرفع عنهم العذاب قليلا ليستريحوا ، ولا هم يُؤخَّرون ليتوبوا ويعتذروا وهم مطرودون من رحمة الله.

89–إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ 

–إلا الذين رجعوا إلى ربهم بالتوبة النصوح من بعد كفرهم وظلمهم, وأصلحوا ما أفسدوه بتوبتهم فإن الله يقبلها, فهو غفور لذنوب عباده, رحيم بهم.

90–إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الضَّالُّونَ 

–إن الذين كفروا بعد إيمانهم واستمروا على الكفر حتي الممات، لن تُقبل لهم توبة عند حضور الموت، وأولئك هم الذين ضلوا عن السبيل الموصل لله تعالي فأخطَؤُوا منهجه.

91–إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَباً وَلَوْ افْتَدَى بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ 

–إن الذين كفروا بنبوة محمد  وماتوا على الكفر بالله ورسوله, فلن يُقبل من أحدهم يوم القيامة ملء الأرض ذهبًا; ليفتدي به نفسه من عذاب الله, ولو افتدى به نفسه فِعْلا. أولئك لهم عذاب موجع, وما لهم من ناصرين يوم القيامة يدفعون عنهم العذاب. 
♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–يجب الإيمان بجميع الأنبياء الذين أرسلهم الله، وجميع ما أنزل عليهم من الكتب، دون تفريق بينهم.

 –لا يقبل الله من أحد دينًا أيًّا كان بعد بعثة النبي محمد  إلا الإسلام الذي جاء به.

–مَنْ أصرَّ على الضلال، واستمر عليه، فقد يعاقبه الله بعدم توفيقه إلى التوبة والهداية.

–باب التوبة مفتوح للعبد قبل الموت، وقبل شروق الشمس من مغربها، فعندئذ لا تُقْبل منه التوبة.

–لا ينفع المرء يوم القيامة إلا عمله الصالح، أما المال فلو كان ملء الأرض ذهبا لم ينفعه شيئًا.
 







حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-