شائع

تفسير سورة آل عمران صفحة 56 من الآيات (46 - 52) .. وفوائد الآيات


التفسير

46–وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنْ الصَّالِحِينَ 

–ويكلم الناس في المهد بعد ولادته قبل أوان الكلام، وكذلك يكلمهم في حال كهولته وأصبح شيخا كبيرا، بما أوحاه الله إليه. وهذا تكليم النبوَّة والدعوة والإرشاد، وهو معدود من أهل الصلاح والفضل في قوله وعمله.

47–قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
 
–قالت مريم متعجبة من هذا الأمر: أنَّى يكون لي ولد وأنا لست بذات زوج ولا بَغِيٍّ؟ قال لها المَلَك: هذا الذي يحدث لكِ ليس بمستبعد على الإله القادر, الذي يوجِد ما يشاء من العدم, فإذا أراد إيجاد شيء فإنما يقول له: "كُن" فيكون

48–وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ 

ويُعلمه الكتابة، والسداد في القول والعمل
–ويعلمه التوراة التي أنزلها على نبيه موسى  
–ويعلمه الإنجيل الذي أنزله الله عليه.

49–وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ 

–ويجعله رسولا إلى بني إسرائيل، ويقول لهم: إني قد جئتكم بعلامات دالة على صدق نبوتي :-

–أني أصنع لكم من الطين مثل شكل الطير فأنفخ فيه ، فيصير طيرًا حيًّا بإذن الله
 –وأَشفي مَن وُلِد أعمى، فيعود بصيرا
–وأشفي من أصيب ببَرَصٍ، فيعود جلده سليمًا
–وأُحيي من كان ميتًا، فيعود للحياة بإذن الله
 –وأخبركم بما تأكلون وتدَّخرون في بيوتكم من طعامكم.

– إن في هذه الأمور العظيمة التي ليست في قدرة البشر لدليلا على أني نبي الله ورسوله, إن كنتم مصدِّقين حجج الله وآياته, مقرِّين بتوحيده.

50–وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنْ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ 

–ومن الدلائل الأخري :-
وجئتكم مصدقًا بما في التوراة 
 –وجئتكم لأحل لكم بوحي من الله بعض ما حرَّمه الله عليكم تخفيفًا من الله ورحمة
–وجئتكم بحجة واضحة من ربكم على صحة وصدق ما قلت لكم
–فاتقوا الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وأطيعوني فيما أبلغكم به من الله..  

51–إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ 

إن الله الذي أدعوكم إليه هو ربي وربكم فاعبدوه وحده لا شريك له، فأنا وأنتم سواء في العبودية والخضوع له، وهذا الذي أمرتكم به من عبادة الله وحده وتقواه هو الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه.. 

52–فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمْ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ 

–فلما علم عيسى عليه السلام منهم الإصرار على الكفر، قال مخاطبًا قومه من بني إسرائيل: من ينصرني ويكون معي في الدعوة إلى الله؟ 

–قال الحواريون وهم الأصفياء من أتباعه: نحن أنصار دين الله والداعون إليه، صدَّقنا وآمنا بالله واتبعناك، واشهد - يا عيسى - بأنا مستسلمون لله بالتوحيد والطاعة.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–شرف الكتابة والخط وعلو منزلتهما، حيث بدأ الله تعالى بذكرهما قبل غيرهما.

 –من سنن الله أن يؤيد رسله بالآيات الدالة على صدقهم، مما لا يقدر عليه البشر.

–جاء عيسى عليه السلام بالتخفيف على بني إسرائيل فيما شُدِّد عليهم في شرائع التوراة






حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-