شائع

تفسير سورة آل عمران صفحة 55 من الآيات ( 38 - 45) .. وفوائد الآيات

التفسير
38–هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ 

 –عندما رأى زكريا ما أكرم الله به مريم مِن رزقه علي غير المعتاد من سُننه تعالي في الرزق؛ ومن فضله؛ رجا أن يرزقه الله ولدًا مع الحال التي هو عليها من تقدم سنِّه وعُقْم امرأته ، فقال: يارب هب لي ولدًا طيبًا إنك سميعٌ الدعاء لمن دعاك، مجيب له.    

39–فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنْ الصَّالِحِينَ 

–فنادته الملائكة وهو واقف بين يدي الله في مكان صلاته يدعوه: أن الله يخبرك بخبر يسرُّك, وهو أنك سترزق بولد اسمه يحيى من صفته:-

مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنْ اللَّهِ: فقد كان يحيى أول من صدق بعيسى عليه السلام .. وشهد أن خلقه كان بكلمة من الله"كن فيكون"، وسار علي سُنَّته ومنهاجه  
 وَحَصُوراً: لا يأتي الذنوب والشهوات الضارة، ومتفرغًا لعبادة ربه ،
– وَنَبِيّاً مِنْ الصَّالِحِينَ: ويكون نبيّاً من الصالحين الذين بلغوا في الصَّلاح ذروته .. وهذه بشارة ثانية بنبوة يحيى بعد البشارة بولادته

40–قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِي الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ 

–قال زكريا لمَّا بشرته الملائكة بيحيى، فرحًا متعجبًا: ربِّ أنَّى يكون لي غلام مع أن الشيخوخة قد بلغت مني مبلغها، وامرأتي عقيم لا تلد؟ قال عز وجل: كذلك يفعل الله ما يشاء من الأفعال العجيبة المخالفة للعادة .. لأن الله على كل شيءٍ قدير، يفعل ما يشاء بحكمته وعلمه.

41–قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ 

–قال زكريَّا: رب اجعل لي علامةً أستدلُّ بها على وجود الولد مني; ليحصل لي السرور والاستبشار ، قال: علامتك التي طلبتها: ألا تستطيع التكلم إلي الناس ثلاثة أيام إلا بالإشارة إليهم، مع أنك سويٌّ صحيح, وفي هذه المدة اذكر ربك كثيرا في كل وقت وحين، وسبحه وصلِّ له أواخر النهار وأوائله.

42–وَإِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ 

–واذكر -أيها الرسول- حين قالت الملائكة لمريم - عليها السلام -: يا مريم إن الله اختاركِ لطاعته، وطهَّركِ من النقائص والأخلاق الرذيلة، واختاركِ على نساء العالمين في زمانك.

43–يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ 

يا مريم داومي على الطاعة لربك، وقومي في خشوع وتواضع، واسجدي واركعي مع الراكعين; شكرًا لله على ما وهبك من النعم..  

44–ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ 

–ذلك الذي قصصناه عليك -أيها الرسول- من خبر زكريا ومريم عليهما السلام، من أخبار الغيب التي أوحاها الله إليك ، فما كنت عند أولئك العلماء والصالحين عند وفاة عمران والد مريم 

– حين وقع بينهم الخصام والاختلاف فيمن هو أحق بكفالة مريم؟ فأجْرَوْا القرعة لإلقاء أقلامهم أيهم يكفل مريم وكان من عادتهم الاقتراع عند الاختلاف في أمر ما..فألقوا أقلامهم ففاز قلم زكريا ، فتولي زكريا كفالتها وتربيتها.

45–إِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ 

–وما كنت - أيها الرسول - هناك حين قالت الملائكة : يا مريم إن الله يُبَشِّرْكِ بولد من غير أب، يكون وجوده بكلمة من الله أي يقول له: "كن فيكون".

–واسم هذا الولد: المسيح عيسى بن مريم له الجاه والمكانة العظيمة في الدنيا والآخرة، ومن المقربين عند الله تعالي يوم القيامة.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–إن الله سميع قريب مجيب الدعاء لمن دعاه، بالرغم من استحالة الأسباب ! 

إن الله يفعل ما يشاء من المعجزات .. كمثل قصة يحيي وعيسي عليهما السلام 

ذكر الله صفات يحيي: أنه مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنْ اللَّهِ، وَسَيِّداً، وَحَصُوراً، وَنَبِيّاً مِنْ الصَّالِحِينَ 

بَشِّرُ الله مريم بصفات مولودها: أنه بِكَلِمَةٍ مِنْ الله (كن فيكون) اسمه: الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، مكانته: وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ 

–اصطفي الله السيدة مريم على نساء العالمين، وطهَّرها من النقائص، وجعلها مباركة.

كلما عظمت نعمة الله على عبده، شكره عليها بالقنوت والركوع والسجود وسائر العبادات.

–مشروعية القُرْعة عند الاختلاف فيما لا بَيِّنة عليه ولا قرينة تشير إليه.






حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-