شائع

تفسير سورة آل عمران صفحة 52 من الآيات (16 - 22) .. وفوائد الآيات

  

التفسير 

16–الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ 

–هؤلاء العباد المتقون: هم الذين يقولون في دعائهم لربهم: ربنا إننا آمنا بك واتبعنا رسولك محمدًا  واتبعنا شريعتك؛ فَاغْفِرْ لنا ما ارتكبناه من ذنوب، ونجنا من عذاب النار.

17–الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ 

–هؤلاء المتقون : هم الصابرون على فعل الطاعات وترك السيئات، وعلى ما يصيبهم من البلاء، وهم الصادقون في أقوالهم وأفعالهم، وهم القانتون المطيعون لله طاعة تامة، وهم المنفقون أموالهم في سبيل الله سرا وعلانية ، وهم المستغفرون آخر الليل؛ لأنه مَظِنَّة القبول وإجابة الدعاء

18–شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 

–شهد الله أنه المتفرد بالإلهية ولا إله معبود بحق سواه وذلك بما أقام من الآيات الشرعية والكونية الدالة على أُلوهيته، وشهد على ذلك الملائكة، وشهد أهل العلم على ذلك ببيانهم للتوحيد ودعوتهم إليه. 

–وقَرَنَ عز وجل شهادته بشهادة الملائكة وأهل العلم فشهدوا علي أعظم مشهود عليه وهو الله -بتوحيده تعالي وقيامه بالعدل- لا إله إلا هو العزيز الذي لا يمتنع عليه شيء أراده، الحكيم في أقواله وأفعاله  

19–إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ 

–إن الدين الذي ارتضاه الله لخلقه وأرسل به رسله ولايَقْبَل غيره هو الإسلام، وهو الانقياد لله وحده بالطاعة والاستسلام له بالعبودية؛ والإيمان بالرسل جميعًا إلى خاتمهم محمد  الذي ختم الله به الرسالات.

 –ولا يقبل الله مِن أحد من بعد بعثته دينًا سوى الإسلام الذي أُرسل به، وما وقع الخلاف بين أهل الكتاب من اليهود والنصارى، فتفرقوا شيعًا وأحزابًا إلا من بعد ما قامت الحجة عليهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب; بغيًا وحسدًا طلبًا للدنيا.

 –ومن يجحد آيات الله المنزلة وآياته الدالة على ربوبيته وألوهيته، فإن الله سريع الحساب، وسيجزيهم بما كانوا يعملون.

20–فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِي لِلَّهِ وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ 

–فإن جادلك -أيها الرسول- أهل الكتاب في التوحيد بعد أن أقمت الحجة عليهم فقل لهم: إنني أخلصت لله وحده فلا أشرك به أحدًا، وكذلك من اتبعني من المؤمنين، أخلصوا لله وانقادوا له.

–وقل -أيها الرسول- لأهل الكتاب والمشركين: أأسلمتم لله تعالى مخلصين له متبعين لما جِئتُ به من الحق وهو الإسلام فإن أسلموا لله واتبعوا شريعتك فقد سلكوا سبيل الهدى، 

–وإن أعرضوا عن الإسلام فليس عليك إلا أن تبلغهم ما أرسلت به، أنت بذلك قد أبلغتهم وأقمت عليهم الحجة وأمرهم إلى الله، فهو تعالى بصير بعباده، وسيجازي كل عامل بما عمل.

21–إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ 

–إن الذين يكفرون بالدلائل الواضحة وما جاء به المرسلون ويقتلون أنبياء الله ظلمًا بغير حق, ويقتلون الذين يأمرون بالعدل والمعروف واتباع طريق الأنبياء، وينهون عن المنكر ، فبشِّر هؤلاء الكفار القتلة بعذاب موجع.

22–أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ 

–أولئك المتصفون بتلك الصفات: هم الذين بطلت أعمالهم فلا يُقبل لهم عمل ولا ينتفعون بها في الدنيا ولا في الآخرة، وذلك لعدم إيمانهم بالله، وما لهم من ناصرٍ ينصرهم من عذاب الله.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–إن الدين عند الله الإسلام ، ولن يَقْبَلُ من أحد دينا غيره يوم القيامة وهو الذي جاء به محمد

–وقع الخلاف بين أهل الكتاب بعد إرسال الرسل وإنزال الكتب .. بغيًا وحسدًا طلبًا للدنيا

–إن الذين كفروا بالله ورسله بطلت أعمالهم فلا ينتفعون بها في الدنيا ولا في الآخرة  

أعظم شهادة هي ألوهية الله تعالى ولهذا شهد الله بها لنفسه، وشهد بها ملائكته، وشهد بها أولو العلم ممن خلق.





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-