شائع

تفسير سورة البقرة صفحة 42 من الآيات (253 - 256) .. وفوائد الآيات

التفسير 

253–تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنْ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ 

–هؤلاء الرسل الكرام فضَّل الله بعضهم على بعض بحسب ما منَّ الله به عليهم من الوحي والإتباع والدرجات فمنهم مَن:- 

–كلمه الله عز وجل : كموسى عليه السلام قال تعالي ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا﴾ [النساء: 164] ، وكمحمد  : وهو ثابت في رحلة المعراج إلى السماء .. وفي هذا إثبات صفة الكلام لله عز وجل على الوجه اللائق بجلاله, 

 –مَن رفعه الله درجاتٍ عاليةً: كمحمد  بعموم رسالته، وختم النبوة به، وتفضيل أمته على جميع الأمم، وغير ذلك..

– وأتي الله عيسي ابن مريم عليه السلام البينات المعجزات الباهرات، كإبراء مَن ولد أعمى بإذن الله تعالى، ومَن به برص بإذن الله، وكإحيائه الموتى بإذن الله، وأيده بجبريل عليه السلام. 

–ولو شاء الله ألا يقتتل الذين جاؤوا مِن بعد هؤلاء الرسل مِن بعد ما جاءتهم البينات ما اقتتلوا ، ولكن وقع الاختلاف فيما بينهم: فمنهم مَن ثبت على إيمانه، ومنهم مَن أصر على كفره. 

–ولوشاء الله ما وقع الاختلاف الموجب للاقتتال فيما بينهم ،ولكن الله يفعل ما يريد، فيهدي من يشاء إلى الإيمان برحمته وفضله ، ويضل من يشاء بعدله وحكمته.

245–يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ 

–يا من آمنتم بالله وصدَّقتم رسوله وعملتم بهديه أخرجوا الزكاة المفروضة، وتصدَّقوا مما أعطاكم الله قبل مجيء يوم القيامة، حينئذ لا يكون فيه بيع فيكون معه ربح، ولا مال تفتدون به أنفسكم مِن عذاب الله.

–ولا تنقذكم صداقة صديق ، ولا وساطة تَدفع ضرًّا أو تَجلب نفعًا، ولا شافع يملك تخفيف العذاب عنكم، والكافرون هم الظالمون حقًّا لكفرهم بالله تعالى وتجاوزهم لحدوده.

255–اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ 

هذه الآية أعظم آية في القرآن وتسمى: (آية الكرسي)

﴿الله لا إله إلا هو﴾: لا يستحق الألوهية والعبودية إلا الله وحده لا شريك له.

﴿ الحي﴾: الذي لا يموت، وسائر الأحياء سواه، يعتريهم الموت والعدم، فكل شيء هالك إلا وجهه سبحانه وتعالى.

 ﴿ القيوم﴾ أي: قائم بتدبير جميع شؤون الخلق، وهو القائم على كل شيء ، في إيجادهم وأرزاقهم وجميع ما يحتاجون إليه ..

﴿لا تأخذه سنة ولا نوم﴾: هذا من تمام حياته وقيوميته، أنه عز وجل: لا يعتريه نعاس ولا نوم 

﴿له ما في ٱلسمٰوٰت وما في ٱلأرض﴾: جميع ما في السموات والأرض ملكه وحده، يتصرف بحكمته وقدرته وعنايته فيهم كيف يشاء تحت قهره وسلطانه .

–﴿ من ذا ٱلذي يشفع عنده إلا بإذنه ﴾: ليس لمخلوق، ولا ملك مقرب ولا نبي مرسل: شفاعة ولا ضراعة عند الله عز وجل إلا برضاه وبعد إذنه، فإن (الشفاعة) كلها لله وحده وهذا من عظمته وجلاله وكبريائه عز وجل ، أنه لا يتجاسر أحد على أن يشفع عنده إلا بإذنه ..

–﴿يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم﴾ إن الله عز وجل يعلم ما بين أيدي الخلائق من الأمور المستقبلية ، وما خلفهم من الأمور الماضية . ولا يَطَّلعُ أحد من الخلق على شيء من علمه إلا بما أعلمه الله وأطلعه عليه.

–﴿وسع كرسيه ٱلسمٰوٰت وٱلأرض﴾هو موضع قدمي الرب -جل جلاله- ولا يعلم كيفيته إلا الله سبحانه ، والكرسي يستخدم عادة في معنى الملك، فإذا وسع كرسيه السماوات والأرض فقد وسعهما سلطانه وعظمته.

–﴿ولا ي‍ؤوده حفظهما﴾ إن الذي خلق ما في السماوات وما في الأرض من مخلوقات كثيرة، لا يشق عليه عز وجل حفظها ولا يعجز عن رعاية ما أوجده فيهما ولا يثقله تعالى تسيير شؤونهما حسبما قضاه وقدره فيهما.

–﴿وهو ٱلعلي ٱلعظيم﴾ إن الله هو العلي فوق خلقه، فلا يعلو إلى مقامه الرفيع أحد، وهو العظيم ذو الهيبة والجلال المتعالي بعظمته جل جلاله على كل عظيم ..

256–لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 

–لا إكراه لأحد على الدخول في دين الإسلام ؛ لأنه الدين الحق البيِّن فلا حاجة به إلى إكراه أحد عليه، قد تميز الرُّشد من الضلال، فَمَن يكفر بكل ما عُبِد من دون الله ويؤمن بالله وحده ، فقد ثبت واستقام علي الطريق الصحيح.

–واستمسك بأقوي أسباب النجاح والفلاح الذي لا انقطاع له ، والله سميع لأقوال عباده، عليم بأفعالهم ونياتهم، وسيجازيهم على ذلك وكان في بداية الإسلام: لكمال هذا الدين واتضاح آياته لا يُحتاج إلى الإكراه عليه لمن تُقبل منهم الجزية.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

– أن الله تعالى قد فاضل بين رسله وأنبيائه، بعلمه وحكمته سبحانه.

– إثبات صفة الكلام لله تعالي أنه قد كلَّم بعض رسله كموسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام.

– الإيمان والكفر بمشيئة الله وتقديره، فله الحكمة البالغة، ولو شاء لهدى الخلق جميعًا.

– آية الكرسي هي الآية الوحيدة التي ذكر فيها اسم الكرسي في القرآن الكريم 

– آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله لما تضمنته من ربوبية الله وألوهيته وبيان أوصافه عز وجل.

– اتباع الإسلام والدخول فيه يجب أن يكون عن رضًا وقَبول، فلا إكراه في دين الله تعالى.

– الاستمساك بكتاب الله وسُنَّة رسوله أعظم وسيلة للسعادة في الدنيا، والفوز في الآخرة


 



















































حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-