شائع

تفسير سورة البقرة صفحة 41 من الآيات (249 - 252) .. وفوائد الآيات

التفسير  

249–فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ 

–فلما خرج طالوت بجنوده لقتال العمالقة: وهو جيش جالوت قال لهم: إن الله ممتحنكم على الصبر بنهر أمامكم تعبرونه; ليتميَّز المؤمن من المنافق، فمن شرب منكم من ماء النهر فليس مني، ولا يصلح معي للجهاد، ومن لم يذق الماء فإنه مني; لأنه مطيع لأمري وصالح للجهاد

–إلا مَن ترخَّص واغترف غُرْفة واحدة بيده فلا لوم عليه فلما وصلوا إلى النهر انكبوا على الماء،  وأفرطوا في الشرب منه إلا عددًا قليلا منهم صبروا على العطش والحر، واكتفوا بغُرْفة اليد، وحينئذ تخلف العصاة. وعبر طالوت النهر هو والقلة المؤمنة معه -وهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا لملاقاة العدو.

 –ورأي المؤمنون كثرة عدوهم وعدَّتهم، قالوا: لا قدرة لنا اليوم بجالوت وجنوده الأشداء, فأجاب الذين يوقنون بلقاء الله, يُذَكِّرون إخوانهم بالله وقدرته قائلين: كم من جماعة قليلة مؤمنة صابرة، غلبت بإذن الله وأمره جماعة كثيرة كافرة باغية. والله مع الصابرين يؤيدهم وينصرهم. 

250–وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ 

–ولما ظهروا لجالوت وجنوده: ورأوا الخطر رأي العين فزعوا إلى الله بالدعاء والضراعة قائلين: ربنا أنزل على قلوبنا صبرًا عظيمًا ، وثبت أقدامنا واجعلها راسخة في قتال العدو ، لا تفر مِن هول الحرب ، وانصرنا بعونك وتأييدك على القوم   الكافرين.

251–فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ 

–فهزموهم بإذن الله، وقتل داود -عليه السلام- جالوتَ قائدَ الجبابرة, وأعطى الله عز وجل داود بعد ذلك الملك والنبوة في بني إسرائيل، وعَلَّمه مما يشاء من العلوم ..

–ولولا أن يدفع الله ببعض الناس: وهم أهل الطاعة له والإيمان به بعضًا: وهم أهل المعصية والشرك به، لفسدت الأرض بغلبة الكفر وتمكُّن الطغيان وأهل المعاصي، ولكن الله ذو فضل على المخلوقين جميعًا.

252–تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ

–تلك آيات الله الواضحة البينة نتلوها عليك -أيها النبي- متضمنة صدقًا في الأخبار، وعدلًا في الأحكام، وإنك لمن المرسلين من رب العالمين.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

–من حكمة القائد أن يختبر جنوده كي يميز الثابت من غيره..حتي لا يتعرض للانسحاب والهزيمة

 –إن النصر ليست بكثرة العدد والعدة فقط، وإنما بمعونة الله : وما النصر إلا من عند الله

–لا يثبت عند المحن إلا من عَمَرَ قلبه اليقينُ بالله ، فأولئك يصبرون ويثبتون عتد كل محنة وبلاء.

–التضرع واللجوء إلى الله من أعظم أسباب إجابة الدعاء ولا سيما في مواطن القتال.

–من سُنَّة الله أن يردَّ ببعض الناس فساد بعضهم؛ كي لا بتسلط المفسدين في الأرض 



















































حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-