شائع

تفسير سورة البقرة صفحة 15 من الآيات ( 94 -101) .. وفوائد الآيات

التفسير

94– قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمْ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ 

قل -أيها النبي-: إن كانت لكم -يا يهود- الجنّة في الدار الآخرة خالصة لا يدخلها أحد غيركم من الناس لزعمهم أنهم أولياء الله من دون الناس, وأنهم أبناؤه وأحباؤه: ؛ فتمنوا الموت واطلبوه؛ لتنالوا هذه المنزلة بسرعة، وتستريحوا من أعباء الحياة الدنيا وهمومها، إن كنتم صادقين في دعواكم هذه.

95– وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ 

–واليهود لن يتمنوا الموت أبدًا؛ بسبب ما قدموه في حياتهم من الكفر بالله، وتكذيب رسله، وتحريف كتبه، والله عليم بالظالمين منهم ومن غيرهم، وسيجازي كلًّا بعمله.


96– وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنْ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ 

– ولتَجِدَنَّ -أيها النبي- اليهودَ أشدَّ الناس حرصًا عَلى الحياة مهما كانت حقيرة ذليلة، بل هم أحرص من المشركين الذين لا يؤمنون بالبعث والحساب، مع كونهم أهلَ كتاب ويؤمنون بالبعث والحساب؛ 

– يتمنى اليهودي أن يعيش ألف سنة ، وليس بمُبْعِدِه عن عذاب الله طول عمره هذا مهما بلغ ، لأن الله مطَّلع على أعمالهم بصير بها، لا يخفى عليه شيء منها ، وسيجازيهم بها.

97– قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ 

– قل -أيها النبي- لمن قال من اليهود: إن جبريل عدونا من الملائكة": من كان معاديًا لجبريل فإنه هو الَّذي نَزَلَ بالقرآن على قلبك بإذن من الله، مصدقًا لما سبق من الكتب الإلهية؛ كالتوراة والإنجيل، ودالًّا على الخير، ومبشرًا للمؤمنين بما أعده الله لهم من النعيم، فمن كان معاديًا له فهو من الضآلين.

98–مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ  
– من عادى الله ورسله وملائكته : وبخاصة المَلَكان جبريلُ وميكالُ؛ لأن اليهود زعموا أن جبريل عدوهم، وميكال وليُّهم ، فأعلمهم الله أنه من عادى واحدًا منهما فقد عادى الآخر، وعادى الله أيضًا .. وأن الله عدو للكافرين منكم ومن غيركم، ومن كان الله عدوه فقد عاد بالخسران المبين

99– وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ 

– ولقد أنزلنا إليك -أيها النبي- علامات واضحات على صدقك فيما جئت به من النبوة والوحي، وما يكفر وينكر تلك الآيات مع وضوحها وبيانها إلا  الفاسقون الخارجون عن دين الله.

100– أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ 

– ما أقبح حال بني إسرائيل في نقضهم للعهود؟! فكلما عاهدوا عهدًا نقض ذلك العهد فريق منهم ، فتراهم يُبْرِمون العهد اليوم وينقضونه غدًا, بل أكثرهم لا يؤمنون بما جاء به نبي الله  لأن الإيمان يحمل على الوفاء بالعهد

101– وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ

– ولما جاءهم محمد رسول الله ﷺ بالقرآن الموافق لما معهم من التوراة - طرح فريق منهم كتاب الله القرآن الكريم - وجعلوه وراء ظهورهم ، معرضين عنه غير مبالين به ، شأنهم شأن الجهال الذين لا يعلمون حقيقته ولا ينتفعوا بما جاء فيه من الحق والهدى ..

♦♦♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

– المؤمن الحق يفرح بلقاء الله ولا يخشى الموت.

حِرص اليهود على الحياة الدنيا حتَّى لو كانت حياة حقيرة مهينة غير كريمة.

– من عادى أولياء الله المقربين .. فقد عادى الله تعالى

–إعراض اليهود عن نبوة محمد  بعدما نزل نبوته في التوراة
– أنّ من لم ينتفع بعلمه صح أن يوصف بالجهل؛ لأنه شابه الجاهل في جهله."




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-