شائع

تفسير سورة البقرة صفحة 9 من الآيات (58 -61) .. وفوائد الآيات

التفسير 

58– وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ 

–واذكروا نعمتنا عليكم حين قلنا: ادخلوا مدينة (بيت المقدس) وكلوا مما فيه من الطيبات من أي مكان شئتم أكلًا هنيئًا واسعًا ، وكونوا في دخولكم راكعين خاضعين لله واسألوا الله .. قائلين: ربنا حُطَّ عنا ذنوبنا ؛ نستجب لكم، ونعف ونسترها عليكم ، وسنزيد المحسنين بأعمالهم خيرًا وثوابًا

59–فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ 

–فبدَّل الذين ظلموا من بني إسرائيل العمل، وحرّفوا القول: فدخلوا يزحفون على أدبارهم .. وقالوا: حَبَّة في شعرة، مستهزئين بأمر الله تعالى؛ فكان الجزاء أن أنزل الله عليهم عذابًا من السماء بسبب تمردهم وخروجهم عن طاعنه

60–وَإِذْ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ 

– واذكروا نعمتنا عليكم - لمّا كنتم في التِّيه- ونالكم العطش الشديد، فتضرّع موسى عليه السلام إلى ربه وسأله أن يسقيكم؛ فأمرناه أن يضرب بعصاه الحجر؛ فلما ضربه تفجرت منه اثنتا عشرة عينًا بعدد قبائلكم .

–وانبعث منها الماء: وبيّنا لكل قبيلة مكان شربها الخاص بها، حتَّى لا يقع نزاع بينهم، وقلنا لكم: كلوا واشربوا من رزق الله الَّذي ساقه إليكم بغير جهد منكم ولا عمل، ولا تسعوا في الأرض مفسدين فيها.

61–وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ 

–واذكروا حين أنزلنا عليكم المن والسلوي فبطرتم النعمة كعادتكم, وأصابكم الضيق والملل, فقلتم: يا موسى لن نصبر على طعام ثابت لا يتغير مع الأيام, فادع لنا ربك يخرج لنا من نبات الأرض طعامًا من البقول والخُضَر والقثاء والحبوب التي تؤكل والعدس والبصل . 

–قال موسى -مستنكرًا عليهم: أتطلبون هذه الأطعمة التي هي أقل قدرًا, وتتركون هذا الرزق النافع الذي اختاره الله لكم؟ اهبطوا من هذه البادية إلى (مِصْراً) تجدوا ما اشتهيتم ولما هبطوا تبيَّن لهم أنهم يُقَدِّمون اختيارهم في كل موطن على اختيار الله ويُؤْثِرون شهواتهم على ما اختاره الله لهم  

–وباتباعهم لأهوائهم وإعراضهم المتكرر عما اختاره الله لهم لازمهم الهوان والفقر والبؤس، ورجعوا بغضب من الله لإعراضهم عن دينه ، وكفرهم بآياته، وقتلهم أنبياءه ظلمًا وعدوانًا؛ كل ذلك بسبب أنهم عصوا الله وتجاوزوا حدوده 

♦♦♦♦♦

فَوَائِدِ الآيَاتِ

– عِظَمُ فضل الله تعالى على بني إسرائيل، وفي مقابل ذلك شدة جحودهم وعنادهم وإعراضهم عن الله وشرعه .

–تقديم اختيار الله عن اختياراتنا لأننا لا نعلم الحكمة من  ذلك ، حتي لا نتجاوز لحدود الله فنكون من الظالمين 

– أن من كثرة المعاصي والتجاوز لحدود الله تعالى ينزل بالمرء الذل والهوان، وتسلط الأعداء عليه .









 





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-