شائع

تفسير سورة البقرة صفحة 35 من الآيات (220 - 224) .. وفوائد الآيات

التفسير 
220–فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 

–شرع الله حكم الخمر والميسر والإنفاق كي تتفكروا فيما ينفعكم في الدنيا والآخرة. 

–ويسألك أصحابك -أيها النبي- عن قيامهم بالولاية على اليتامى: كيف يتصرفون في التعامل معهم ؟ وهل يخلطون أموالهم معهم في النفقة والمطاعمة والمساكنة؟ قل مجيبًا إياهم: تفضلكم عليهم بإصلاح أموالهم من غير عوض أو مخالطة في أموالهم؛ خير لكم عند الله وأعظمُ أجرًا، وهو خير لهم في أموالهم؛ لما فيه من حفظ أموالهم عليهم.

– وإنْ تشاركوهم بضم أموالهم إلى أموالكم في المعاش والمسكن ونحو ذلك ..فلا حرج في ذلك، فهم إخوانكم في الدين، والإخوة يعين بعضهم بعضًا، ويقوم بعضهم على شؤون بعض، والله يعلم من يريد الإفساد من الأولياء بمشاركة اليتامى أموالهم ممن يريد الإصلاح، فيجازيكم عليه.. 

–ولو شاء أن يشق عليكم في شأن اليتامى لشقّ وضيَّق  عليكم بتحريم المخالطة. ولكنه سبحانه يسر لكم سبل التعامل معهم ؛ لأن شريعته مبنية على اليسر، إن الله عزيز لا يغالبه شيء، حكيم في خَلْقِه وتدبيره وتشريعه.

221–وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ 

–ولا تتزوجوا -أيها المؤمنون- المشركات بالله حتَّى يؤمنّ بالله وحده ، ويدخلن في دين الإسلام، واعلموا أن امرأة مملوكة فقيرة مؤمنةً بالله ورسوله ، خير من امرأة مشركة وإن أعجبتكم المشركة الحرة بجمالها أومالها أوحسبها..

–ولا تُزَوِّجوا نساءكم المؤمنات -إماء أو حرائر- للمشركين حتى يؤمنوا بالله ورسوله. واعلموا أن عبدًا مملوك فقير مؤمنًا بالله ورسوله ، خير من مشرك ، وإن أعجبكم المشرك الحر بمظهره أو ماله أوحسبه .. 

–أولئك المتصفون بالشرك رجالا ونساءً يدعون كل مَن يعاشرهم إلى ما يؤدي به إلى النار، والله يدعو عباده إلى دينه الحق المؤدي بهم إلى الجنة ، ومغفرة ذنوبهم بإذنه ويبين الله آياته وأحكامه للناس; لكي يتذكروا فيعتيرون بما دلت عليه تلك الآيات ، فيعملون بها ..

222–وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ 

–ويسألك أصحابك -أيها النبي- عن الحيض : ( وهو دم طبيعي يخرج من رحم المرأة في أوقات مخصوصة ) ؟ !قل مجيبًا إياهم: الحيض أذى للرجل والمرأة، فاجتنبوا جماع النساء مدة الحيض حتى ينقطع الدم ..

–فإذا انقطع الدم ، واغتسلن فجامعوهن في الموضع الذي أحلَّه الله لكم, وهو القبل لا الدبر. إن الله يحب عباده المكثرين من الاستغفار والتوبة، ويحب عباده المتطهرين الذين يبتعدون عن الفواحش والأقذار

223–نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ 

–نساؤكم موضع زرع لكم، تضعون النطفة في أرحامهن، فَيَخْرج منها الأولاد بمشيئة الله، فجامعوهن في محل الجماع فقط، وهو القبل بأي كيفية شئتم ، وقدموا لأنفسكم من الأعمال الصالحة والبر.. وفعل الخيرات، ومنه أن يجامع الرجل امرأته بقصد التقريب إلى الله والبعد عن الحرام والذرية الصالحة..  

–واتقوا الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، ومنها ما شرع لكم في شأن النساء، واعلموا أنكم ملاقوه يوم القيامة، واقفون بين يديه، ومجازيكم على أعمالكم، وبشّر -أيها النبي- المؤمنين بما يسرهم عند لقاء ربهم من النعيم المقيم، والنظر إلى وجهه الكريم.

224–وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 

–ولا تجعلوا -أيها المسلمون- حلفكم بالله مانعًا لكم من أعمال البر ، وصلة الرحم ، والتقوى ، والإصلاح بين الناس .. حيث أنكم إذا دعيتم إلى فعل شيء من الذي حلفتم عليه تحججتم بأنكم أقسمتم بالله ألا تفعلوه ؟!

–بل على الحالف أن يعدل عن حلفه ، ويفعل أعمال البر والتقوي ويكفر عن يمينه التي حلفها ، ولا يعتاد أن يكرر ذلك. والله سميع لأقوالكم ، عليم بأفعالكم، وسيجازيكم عليها.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ 

شرع الله حكم الولاية علي اليتامي ويسر فيها لزرع بذور المحبة والأخوة في الدين  

–تحريم النِّكَاح بين المسلمين والمشركين، لأن معاشرتهم تقود إلي النار

 –تحريم النساء وقت الحيض لما فيه من أضرار جسيمة لكل من الطرفين

– بين الإسلام الغرض من الزواج وهو الطهارة والعفة والذرية الصالحة.. 



























حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-