شائع

تفسير سورة البقرة صفحة 33 من الآيات (211 - 215) .. وفوائد الآيات


التفسير

211–سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ 

–اسأل -أيها النبي- بني إسرائيل المعاندين لك: كم أعطيناهم من آيات واضحات في كتبهم تهديهم إلى الحق، فكفروا بها كلها، وأعرضوا عنها, وحَرَّفوها عن مواضعها. ومن يبدل نعمة الله -وهي دين الإسلام- ويكفر بها من بعد معرفته إياها، وقيام الحجة عليه بها, فإن الله تعالى شديد العقاب له.

212–زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ 

–حُسِّن للذين كفروا بالله الحياة الدنيا وما فيها من مُتَع زائلة من الشهوات والملذات، وهم يستهزئون بالمؤمنين ولكن الذين يتقون ربهم ويخشونه فوق جميع الكفار يوم القيامة حيث يدخلهم الله أعلى درجات الجنة، وينزل الكافرين أسفل دركات النار ، والله يعطي من يشاء من خلقه  بغير حساب

213–كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ 

–كان الناس أمة واحدة متفقين على الهدى، على دين أبيهم آدم حتَّى أضلتهم الشياطين عن الحق، فاختلفوا بين مؤمن وكافر ، فلأجل ذلك بعث الله الرسل مبشرين أهل الإيمان والطاعة بما أعبد الله لهم من رحمته، ومنذرين أهل الكفر بما أوعدهم الله به من شديد عقابه، 

–وأنزل الله تعالى مع الرسل الكتب السماوية بالحق الذي اشتملت عليه ، ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه من أمور دينهم .. وما اخْتَلَف في أمر محمد  وكتابه ظلمًا وحسدًا إلا اليهود الذين أعطاهم الله التوراة, وعرفوا ما فيها من الحجج والأحكام وما فيها من صفة ونبوة محمد

–فوفَّق الله المؤمنين بفضله إلى تمييز الحق من الباطل، ومعرفة ما اختلفوا فيه. والله يوفِّق من يشاء من عباده إلى طريق مستقيم لا اعوجاج فيه، وهو طريق الإيمان.

214–أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ 

أظننتم -أيها المؤمنون- أن تدخلوا الجنة، ولم يصبكم ابتلاءٌ مثل ابتلاء الماضين من قبلكم ؟! حيث أصابهم الفقر والأمراض.. وزُلزلوا بأنواع المخاوف حتي بلغ بهم البلاء أن يستعجلوا نصر الله، فيقول الرسول والمؤمنون معه: متى يأتى نصر الله ؟ ألا إن نصر الله قريب من المؤمنين به المتوكلين عليه. 

215–يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ 

–يسألك أصحابك -أيها النبي-: ماذا ينفقون من أموالهم المتنوعة، وأين يضعونها؟ قل مجيبًا إياهم: ما أنفقتم من خير -وهو الحلال الطيب- فليصرف للوالدين, والأقربين من أهلكم وذوي أرحامكم, واليتامى, والفقراء, والمسافر المحتاج الذي بَعُدَ عن أهله وماله.. وما تفعلوا -أيها المؤمنون- من خير قليلًا كان أو كثيرًا فإن الله به عليم، لا يخفى عليه منه شيء، وسيجازيكم عليه.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

–ترك شكر نعمة الله وعدم استعمالها في طاعته يعرضها للزوال ويحيلها بلاءً على صاحبها.

– خلق الله عباده على فطرة التوحيد والإيمان به، وإبليس وأعوانه صرفوهم عنها إلى الشرك به .. فاحذروهم


– السبب الَّذي يؤدي للفشل أن تختلف الأمة في كتابها وشريعتها، فيكفّر بعضُها بعضًا، ويلعن بعضُها بعضًا.

 –الابتلاء سُنَّة الله في أوليائه، فيبتليهم بقدر ما في قلوبهم من الإيمان به والتوكل عليه.

– من أعظم ما يعين على الصبر عند نزول البلاء، الاقتداء بالصالحين وأخذ الأسوة منهم.























حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-