شائع

تفسير سورة البقرة صفحة 32 من الآيات (204 - 210) .. وفوائد الآيات

التفسير  

203–وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ 

–واذكروا الله بالتكبير والتهليل في أيام قلائل هيالحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحجة ، فمن تعجَّل وخرج من (منى) بعد الرمي في اليوم الثاني عشر فله ذلك، ولا إثم عليه ؛ لأن الله خفف عنه .

– ومن تأخر إلى الثالث عشر حتَّى يرمي فله ذلك، ولا حرج عليه، وقد جاء بالأكمل، والتأخر أفضل : لأنه تزود في العبادة واقتداء بما فعله النبي ﷺ ، وخافوا الله أيها المسلمون وراقبوه غي كل أعمالكم ، واعلموا أنكم إليه وحده تحشرون بعد موتكم للجساب والجزاء ..

204–وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ 

–وبعض الناس من المنافقين يعجبك -أيها النبي- كلامه في هذه الدنيا، فتراه حسن المنطق والحديث ،حتَّى لتظن صدقه ونصحه، وإنما قَصْده حفظُ نفسه وماله ..ويُشهِد الله -وهو كاذب- على ما في قلبه من إيمان وخير.. وهو شديد الخصومة والعداوة للمسلمين. 
  
205–وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ 

وإذا خرج من عندك أيها الرسول: سعى مجتهدًا في الأرض من أجل أن يُفسد بالمعاصي، ويُتْلِف الزرع، ويقتل المواشي، والله لا يحب الفساد في الأرض، ولا يحب أهله.

206–وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ 

–وإذا نُصِح ذلك المنافق المفسد, وقيل له: اتق الله واحذر عقابه, وكُفَّ عن الفساد في الأرض, لم يقبل النصيحة, بل يحمله الكبر والأَنَفَةُ وحميَّة الجاهلية عن الرجوع إلى الحق وعلي مزبد في الآثام  ..  فحسبه جهنم وكافيته عذابا ، ولبئس الفراش والمقام لأهلها.  

207–وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ 

ومن الناس المؤمن الذي يبيع نفسه لمرضاة الله: فيبذلها في طاعة ربه، وجهادًا في سبيله وطلبًا لمرضاته، والله رءوف بعباده المؤمنين يرحمهم في عاجلهم وآجلهم فيجازيهم أحسن الجزاء. 

208–يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ 

– يا أيها الذين آمنوا بالله ربًا وبمحمد  نبيًا ورسولا وبالإسلام دينًا, ادخلوا في جميع شرائع الإسلام  عاملين بجميع أحكامه .. ولا تتركوا منه شيئًا كما يفعل أهل الكتاب من الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه ، ولا تتبعوا مسالك الشيطان ، لأنه لكم عدو واضح العداوة 

209–فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمْ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 

–فإن انحرفتم ووقع منكم زلل وميل عن طريق الحق .. من بعد ما جاءتكم الدلائل الواضحات من القرآن والسنة التي لا لَبس فيها؛ فاعلموا أن الله عزيز في قدرته وقهره، حكيم في تدبيره وتشريعه - فخافوه وعَظِّموه -

210–هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمْ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنْ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ 

  –ما ينتظر هؤلاء المائلون عن الحق المتبعون مسالك الشطان إلا أن يأتيهم الله يوم القيامة إتيانًا يليق بجلاله في ظُلَل من السحاب للقضاء بينهم، وتأتيهم الملائكة محيطة بهم من كل جانب، وعندئذ يُقضى الله فيهم فضاءه، ويُفرغُ منه، وإلى الله ترجع أمور الخلائق وشؤونهم

♦♦♦♦♦
 
مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ 

– التقوى حقيقةً لا تكون بكثرة الأعمال فقط، وإنما بمتابعة هدي الشريعة والالتزام بها.

–الحكم على الناس ليس بأشكالهم وأقوالهم، بل بأفعالهم الدالة على ما أخفته صدورهم

– الإفساد في الأرض بكل صوره من صفات المتكبرين والله لا يحب الفساد وأهله

–لا يكون المرء مسلمًا حقيقة لله تعالى حتَّى يُسَلِّم لهذا الدين كله، ويقبله ظاهرًا وباطنًا







 
 














حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-