شائع

تفسير سورة البقرة صفحة 6 من الآيات (30 - 37) .. وفوائد الآيات


30– وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ 

 – يخبر الله تعالى أنَّه سبحانه قال للملائكة: إنه سيجعل في الأرض بشرًا يخلُف بعضهم بعضًا، للقيام بعمارتها على طاعة الله، فسأل الملائكةُ ربَّهم -سؤال استرشاد واستفهام- عن الحكمة من جعل بني آدم خلفاء في الأرض 

–وهم سيفسدون فيها، ويريقون الدماء ونحن أهل طاعتك، نُنَزّهُك حامدين لك، ومعظّمين جلالك وكمالك، لا نفتُرُ عن ذلك، فأجابهم الله: إني أعلم ما لا تعلمون من الحِكَم الباهرة في خلقهم، والمقاصد العظيمة من اسَتخلافهم .

31– وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ 

–وبيانًا لفضل آدم عليه السلام : علَّمه الله أسماء الأشياء كلهامن حيوان وجماد..ثم عرض مسمياتها على الملائكة قائلا لهم : أخبروني بأسماء هؤلاء الموجودات ، إن كنتم صادقين في أنكم أكرم من هذا المخلوق وأفضل منه .. 

32– قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ

– قالوا -مُعْترِفين بنقصهم مُرْجِعين الفضل إلى الله: نُنَزّهُك ونعظِّمك يا ربَّنا عن الاعتراض عليك في حُكمك وشرعك، فنحن لا نعلم شيئًا إلا ما رزقتنا علمه، إنك أنت العليم بشئون خلقك, الحكيم في تدبيرك .

33–قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ 

– وعندئذ قال الله تعالى لآدم : أخبرهم بأسماء تلك المسمَّيات، فلما أخبرهم كما علَّمه ربه، قال الله للملائكة: ألم أقل لكم: إني أعلم ما خفي في السماوات وفي الأرض، وأعلم ما تُظْهرون من أحوالكم وما تحدِّثُون به أنفسكم.

34– وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ

– يبين الله تعالى أنَّه أمر الملائكة بالسجود لآدم : سجود تقدير واحترام، فسجدوا مسارعين لامتثال أمر الله، إلا إبليس الذي كان من الجن .. امتنع عن السجود اعتراضًا علي أمر الله وتكبرًا وحسدًا ، فصار من الكافرين بالله تعالي

 35– وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ 

– وقال الله: يا آدم اسكن أنت وزوجك حواء الجنة : وتمتعا بثمارها تمتعًا هنيئًا واسعًا في أي مكان تشاءان فيها ولا تقربا هذه الشجرة حتى لا تقعا في المعصية فتصيرا من الظالمين المتجاوزين لأمر الله .

36–فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ 

– فأوقعهما الشيطان في الخطيئة: بأنْ وسوس لهما حتى أكلا من الشجرة, فتسبب في إخراجهما من الجنة ونعيمها. وقال الله لهم: اهبطوا إلى الأرض, بعضكم أعداء بعض-أي آدم وحواء والشيطان- ولكم في الأرض استقرار وإقامة, وانتفاع بما فيها إلى وقت انتهاء آجالكم 

37– فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ  

– فأخذ آدم ما ألقى الله اليه من كلمات توبة واستغفارًا ، وألهمه الدعاء بهن، في قوله تعالى: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23] فقبل الله توبته، وغفر له، فهو سبحانه كثير التوبة على عباده، رحيمٌ بهم

♦♦♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

– الواجب على المؤمن أن يسلِّم أمره لله إذا خفيت عليه حكمة الله في بعض خلقه 

رَفَعَ القرآن الكريم منزلة العلم وجعله سببًا للتفضيل بين الخلق

 –الكِبْرُ هو رأس المعاصي، وأساس كل بلاء، وهو أول معصية عُصِيَ الله بها
 


 






























حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-