شائع

تفسير سورة البقرة صفحة 28 من الآيات (182 - 186) .. وفوائد الآيات

التفسير

182–فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ 

–فمَن علم مِن صاحب الوصية ميلا عن الحق في وصيته على سبيل الخطأ أو العمد ، فنصح الموصيَ وقت الوصية بما هو الأعدل .. فإن لم يوافق الموصي ويحصل له ذلك .. 

– فحاول الإصلاح بين الأطراف بتغيير الوصية ; لتوافق الشريعة ، فلا ذنب عليه في هذا الإصلاح ، بل هو مأجور عليه .. إن الله غفور لعباده رحيم بهم . 

183–يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ 

–يا أيها الذين آمنوا وعملوا بشرعه ، فُرضَ الله عليكم الصيام من ربكم كما فُرِضَ على الأمم من قبلكم ؛ لعلكم تتقون ، بأن تجعلوا بينكم وبين عذابه وقاية بالأعمال الصالحة ومن أعظمها الصيام. 

184–أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ 

–فرض الله عليكم صيام أيام معلومة العدد وهي أيام شهر رمضان ، فمن كان منكم مريضًا يشق عليه الصوم ، أو مسافرًا فله أن يفطر ، وعليه صيام عدد من أيام أُخَر بقدر التي أفطر فيها قبل حلول شهر رمضان القادم . 

–وعلى الذين يتكلفون الصيام ويشقُّ عليهم مشقة غير محتملة (لا يستطيعون تعويض تلك الأيام) كالشيخ الكبير، والمريض الذي لا يُرْجَى شفاؤه .. فدية عن كل يوم يفطره.

– ومقدار الفدية : هي اطعام مسكين عن اليوم الذي يفطر فيه، فمن زاد في قدر الفدية تبرعًا منه فهو خير له وصيامكم خير لكم مع تحمُّل المشقة من الإفطار وإعطاء الفدية ، إن كنتم تعلمون الفضل العظيم للصوم عند الله تعالى 

185–شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 

–شهر رمضان الذي بدأ الله فيه بإنزال القرآن في ليلة القدر; هداية للناس إلى الحق ، فيه الدلائل واضحات من الهدي والفرقان بين الحق والباطل ، فمن حضر منكم الشهر وكان صحيحًا مقيمًا فليصمه وجوبًا.

– ويُرخَّص للمريض والمسافر  في الفطر , ثم يقضيان عدد تلك الأيام التي أفطرا فيها قبل حلول شهر رمضان القادم ، يريد الله بكم اليسر والسهولة في شرائعه ، ولا يريد بكم العسر والمشقة.

–ولتكملوا عدة الصيام شهرًا ، ولتختموا الصيام بتكبير الله في عيد الفطر ، ولتعظموه علي هدايته لكم ، واشكروا له على ما أنعم به عليكم من الهداية والتوفيق والتيسير .  

186–وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ 

– وإذا سألك -أيها النبي- عبادي عني فقل لهم : إني قريب منهم ، أجيب دعوة الداعي إذا دعاني ، فليطيعوني فيما آمرتهم به ونهيتهم عنه ، وليؤمنوا بي ويثبتوا علي إيمانهم ..

– فإن ذلك أنفع وسيلة لإجابتي .. فهم بذلك يهتدون ويسلكون سبيل الرشد في شؤونهم الدينية والدنيوية.وفي هذه الآية إخبار من الله عن قربه من عباده، القرب اللائق بجلاله  

♦♦♦♦♦
 
مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

–فَضَّلَ الله شهر رمضان عن سائر الشهور لنزول القرآن فيه وجعله شهر الصوم وهو من أفضل الأعمال الصالحة

– شكر الله تعالي على ما أنعم به علينا من الهداية والتوفيق والتيسير في هذا الشهر المبارك.

قُرْب الله تعالى من عباده، وعلمه التام بأحوالهم؛ ولهذا فهو سبحانه يسمع دعاءهم ويجيب سؤالهم. 










حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-