شائع

تفسير سورة البقرة صفحة 27 من الآيات (182 -186) .. وفوائد الآيات


التفسير

177–لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ 

 - ليس الخير الذي يرضي الله عزو وجل مجرد الاتجاه إلى جهة المشرق أو المغرب والاختلاف في ذلك، ولكنّ الخير كلَّ الخير فيمن آمن بالله إلهًا واحدًا وآمن بيوم القيامة، وبجميع الملائكة، وبجميع الكتب المنزلة، وبجميع الأنبياء دون تفريق.

 –وأنفق المال مع حبه والحرص عليه على ذوي قرابته واليتامى المحتاجين الذين مات آباؤهم وهم دون سن البلوغ، والمساكين الذين أرهقهم الفقر، والغريب الَّذي انقطع في السفر عن أهله ووطنه، والسائلين الذين اضطروا إلى السؤال لشدة حاجتهم، وصرف المال في تحرير الرقاب من الرق والأسر  
 
–وأقام الصلاة بالإتيان بها تامة على ما أمر الله، ودفع الزكاة الواجبة، والذين يوفون بعهدهم إذا عاهدوا، والذين يصبرون على الفقر والشدة وعلي المرض، وفي وقت شدة القتال فلا يفرون، أولئك المتصفون بهذه الصفات هم الذين صدقوا الله في إيمانهم وأعمالهم، وأولئك هم المتقون الذين اتقَوا عقاب الله فامتثلوا لأوامره وتجنبوا معاصيه 

178–يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ 

–يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه فرض الله عليكم أن تقتصوا من القاتل عمدا بقتله ، بشرط المساواة والمماثلة : يُقتل الحر بمثله ، والعبد بمثله ، والأنثى بمثلها فمن سامحه ولي المقتول بالعفو عن الاقتصاص منه والاكتفاء بأخذ الدية.

–والدية: هي قدر مالي محدد يدفعه الجاني مقابل العفو عنه - فليلتزم الطرفان بحسن الخلق ، فيطالب الولي بالدية من غير عنف ، ويدفع القاتل إليه حقه بإحسان ، مِن غير تأخير ولا نقص.

–ذلك العفو مع أخذ الدية تخفيف من ربكم ورحمة بكم ؛ لما فيه من التسهيل والانتفاع . فمَن قتل القاتل بعد العفو عنه وأَخْذِ الدية فله عذاب أليم بقتله قصاصًا في الدنيا ، أو بالنار في الآخرة.

179–وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ 

–ولكم في تشريع القصاص وتنفيذه حياة آمنة -يا أصحاب العقول السليمة-; بحقن دمائكم، ودفع الاعتداء بينكم، يدرك ذلك أهل العقول الذين يتقون الله تعالى بالانقياد لشرعه والعمل بأمره 

180–كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ 

–فرض الله عليكم إذا حضر أحدكم علامات الموت وأسبابه -إن ترك مالا- الوصية بجزء من ماله للوالدين ولذوي القرابة بالمعروف ومراعاة العدل; فلا يدع الفقير ويوصي للغني،وألا يتجاوز عن ثلث المال

 –وهو ما حدده الشرع في ذلك الوقت ، وذلك حق ثابت يعمل به أهل التقوى الدين يخافون الله ، وقد كان هذا  الحكم قبل نزول آيات المواريث .. فلما نزلت آيات المواريث بيَّنت مَن يرث الميت ومقدار ما يرث.

181–فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 

–فمَن غَيَّر وصية الميت بعدما سمعها منه قبل موته، بزيادة أو نقص أو منع بعد علمه بالوصية؛ فإنما يكون إثم ذلك التبديل على مَن غيَّر وبدَّل لا على الموصي، إن الله سميع لوصيتكم وأقوالكم ، عليم بما تخفيه صدوركم من الميل إلى الحق والعدل ، أو الجور والحيف، وسيجازيكم على ذلك.

♦♦♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

– البِرُّ الَّذي يحبه الله يكون بالإيمان والعمل الصالح، أما التمسك بالمظاهر فقط فلا يكفي عند الله.

–تطبيق مبدأ القصاص الَّذي شرعه الله يمنع من التعدي والظلم ، ويحفظ الأنفس

–أهمية الوصية، ولا سيما لمن كان عنده شيء يُوصي به، والإثمُ علي من غيَّر وبدَّل في وصية الميت.














حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-