شائع

تفسير سورة البقرة صفحة 23 الآيات من (146 - 153) .. وفوائد الآيات

التفسير 

146–الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ 

– علماء اليهود والنصاري الذين آتيناهم الكتاب يعرفون محمدًا  لأن أوصافه مذكورة عندهم في الكتب المنزلة ويعرفون أمر تحويل القبلة الَّذي هو من علامات نبوة محمد  لأنه أيضاً مذكور عندهم في الكتب المنزلة. 

–مثل معرفتهم بأبنائهم ومع ذلك فإن طائفة منهم يكتمون الحق الَّذي جاء به - القرآن الكريم - حسدًا من عند أنفسهم يفعلون ذلك وهم يعلمون صِدْقه ..

147–الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ 

–الذي أنزل إليك -أيها النبي- هو الحق من ربك ، فلا تكونن من الشاكين فيه ، وهذا وإن كان خطابا للرسول  فهو موجه للأمة عامة ...

148–وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمْ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 

–ولكل أمة من الأمم السابقة قبلة يتوجَّه إليها كل واحد منها في صلاته ، وذلك لاختلاف الأمم والشرائع والكتب والانبياء وما شرع الله لهم من أمر الصلاة ، فلا يضر تنوع وجهاتهم إن كان بأمر الله وشرعه ..

–فتسابقوا أيها المؤمنون إلى فعل الخيرات التي أُمرتم بفعلها ، وسيجمعكم الله من أي مكان كنتم فيه يوم القيامة ؛ ليجازيكم على عملكم ، إن الله على كل شيء قدير ، فلا يعجزه جمعكم ولا مجازاتكم ..

149–وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ 

–ومن أي مكان خرجتَ أيها النبي مسافرًا أوأينما كنت أنت .. وأتباعك وأردت الصلاة فاستقبلها جهة المسجد الحرام وإنَّ توجُّهك إلي المسجد الحرام هو الحق الثابت من ربك ، وما الله بغافل عما تعملون بل هو مطلع عليكم وسيجازيكم عليه ..

150–وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ 

– وإذاخرجتَ أيها النبي وأردت الصلاة من أي مكان .. فتوجَّه إلى المسجد الحرام ، وحيثما كنتم -أيها المسلمون- وأردتم الصلاة بأي قطر من أقطار الأرض فولُّوا وجوهكم نحو المسجد الحرام ..

لئلا يكون للناس حجة عليكم يحتجون بها في أمر القبلة أما الظالمين المخالفين الذين لا يريدون اتباع القبلة ،فإنهم سيبقون على عنادهم ، ويحتجون عليكم بأوهى الحجج ..

–فلا تخشوهم واخشوا ربكم وحده ، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، فإن الله قد شرع لكم استقبال الكعبة من أجل أن يتم نعمته عليكم بتمييزكم عن سائر الأمم ، ولأجل هدايتكم إلى أشرف قبلة للناس ..

151–كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)

كما أنعمنا -علي هذه الأمة باستقبال الكعبة- أرسلنا فيكم رسولا منكم محمد  يتلو عليكم الآيات المبينة للحق من الباطل, ويطهركم من دنس الشرك وسوء الأخلاق ..

–ويعلمكم الكتاب والسنة واحكام الشريعة ويعلمكم من أخبار الأنبياء ، وقصص الأمم السابقة ما كنتم تجهلونه من أمور دينكم ودنياكم ..

152–فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ 

–أمر الله -جل جلاله- المؤمنين بذكره، ووعد علي هذا الذكر أفضل الجزاء، وهو الثناء على مَنْ ذكره في الملأ الأعلي وقال عز وجل : خصوني -أيها المؤمنون- بالشكر قولا وعملا ولا تجحدوا نعمي عليكم وتستعملوها فيما حُرِّم عليكم ..

153–يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ 

–يا أيها المؤمنون اطلبوا العون من الله في كل أموركم:  بالصبر على النوائب والمصائب, وترك المعاصي والذنوب ، والصبر على الطاعات والقربات ..

–والصلاة التي تطمئن بها النفس ، وتنهى عن الفحشاء والمنكر إن الله مع الصابرين يوفقهم ويعينهم .

♦♦♦♦♦
مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

–ثبوت تحويل القبلة في الكتب المنزلة ؛ دلالة على نبوة محمد  

الاستعانة بالصبر والصلاة في كل الأحوال .. يجعل العبد في معية الله فيوفقه ويعينه.

ذكر الله تعالي .. يكون ثوابه ذكر العبد في الملأ الأعلى .. مع إعطائه جزيل الثواب 


 













حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-