شائع

تفسير سورة البقرة صفحة 20 من الآيات (127 - 134) .. وفوائد الآيات

التفسير

127–وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

–واذكر أيها النبي حين كان يرفع إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام  أسس الكعبة، وهما يدعوان الله في خشوع: ربنا تقبل منا أعمالنا ودعاؤنا ومنها بناء هذا البيت إنك أنت السميع لأقوال عبادك ، العليم بأحوالهم.

128–رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ 

دعا ابراهيم عليه السلام أربع دعوات،أثناء بناؤه الكعبة.

– الثبات علي الإسلام : رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ثابتَيْن على الإسلام مُستَسلِمَين لأمرك، خاضعَين لك

 – يكون الإسلام في ذريته : وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ تعبد الله وحده لا شريك له تكون علي دين الاسلام والتوحيد 

–معرفته بطرق العبادة : وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا كيف يعبد الله حق عبادته ويؤدي الطاعات وذريته ، كي لا يحدث تقصير أوجهل .. 

–العفو والتجاوز عن سيئاتهم: وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ رَبَّنَا اعف عن ذنوبنا وتقصيرنا في طاعتك إنك أنت التواب على من تاب من عبادك، الرحيم بهم.    

129–رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 

–ربنا وابعث في هذه الأمة رسولا من ذرية إسماعيل ، يتلو عليهم آياتك المنزلة ويعلمهم الكتاب والحكمة من بعده القرآن والسنة 

–ويطهرهم من الشرك وسوء الأخلاق ، إنك أنت العزيز الذي لا يمتنع عليه شيء, الحكيم الذي يضع الأشياء في مواضعها.

130–وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ 

–ولا أحد يُعرض عن دين إبراهيم وهو الإسلام إلا من ظلم نفسه بسفهه وسوء تدبيره بتركه الحق إلى الضلال.

ولقد اخترناه في الدنيا رسولًا وخليلًا، وإنه في الآخرة لمن الصالحين الذين أدوا ما أوجب الله عليهم، فنالوا أعلى الدرجات في الآخرة.

131–إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ 

–وسبب هذا الاختيار : مسارعته للإسلام دون تردد, حين قال له ربه: (أسلم)أخلص نفسك لله منقادًا له ، فاستجاب إبراهيم وقال: أسلمت لله رب العالمين إخلاصًا وتوحيدًا ومحبة وإنابة.

132–وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ 

–ووصّى إبراهيمُ ويعقوب أبناءهما بهذه الكلمة: {أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} والثبات علي الإسلام ، قائلَيْن: يا أبناءنا إن الله اختار لكم هذا الدين- وهو دين الإسلام والتوحيد والذي جاء به من بعده محمد صلى الله عليه وسلم- فلا تفارقوه أيام حياتكم, ولا يأتكم الموت إلا وأنتم عليه.

133–أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 

–أم كنتم أيها اليهود حاضرين خبر يعقوب حين حضرته الوفاة، حين قال لأبنائه سائلًا إياهم: ما تعبدون من بعد موتي؟

–قالوا جوابًا لسؤاله: نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، إلهًا واحدًا لا شريك له، ونحن له وحده مسلمون خاضعون مستسلمون.

134–تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ 

–تلك أُمَّة من أسلافكم قد مضَتْ ، لهم أعمالهم ولكم أعمَالكم، ولا تُسْألون أنتم عن أعمالهم ، ولا هم يُسْألون عن أعمالكم ، وكلٌّ منكم سوف يجازى بما فعل وقدم .. 

–لا يؤاخذ الله أحد بذنب أحد ، ولا ينفعُ أحدًا إلا إيمانُه وتقواه ، فلا يشغلكم عمل من مضي عن النظر في عملكم 

♦♦♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

–المؤمن لا يغتر بأعماله الصالحة، بل يخاف أن لا تقبل منه ولهذا يدعو الله بقَبولها مثلما فعل أبينا إبراهيم عليه السلام 

– بركة دعوة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، حيث أجاب الله دعاءه وجعل خاتم أنبيائه وأفضل رسله من أهل مكة.

– دين إبراهيم عليه السلام هو الملة الحنيفية (التوحيد)  الموافقة للفطرة، يرغب عنها الجاهل المخالف لفطرته.

مشروعية الوصية للذرية باتباع الهدى، وأخذ العهد عليهم بالتمسك بالدين والحق والثبات عليه.


 









حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-