شائع

تفسير سورة البقرة صفحة 16 من الآيات ( 102- 105) .. وفوائد الآيات

 

التفسير 
102– وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ 

– قصة سليمان عليه السلام والسحر: إن الشياطين كتبوا السحر والنيرنجيات (الطلاسم..) عن طريق سحرتهم وكهنتهم ، فلما علم سليمان عليه السلام  بهذا الأمر جمعها ودفنها تحت مصلاه كي لا يتعلمها أحد وتكون فتنة من بعده ، فلما مات استخرجها كبراؤهم وقالوا للناس : إنما ملككم سليمان كان يعمل بالسحر فتعلموها ..

فأما علماء بني إسرائيل وصلحاؤهم فقالوا : معاذ الله أن يكون هذا من علم الله ، وأما الفاسدين وكبراؤهم فقالوا : هذا علم سليمان .. وأقبلوا على تعلمه ورفضوا كتب أنبيائهم ، وفشت الملامة على سليمان ..حتى بعث الله نبيه محمد  وأنزل عليه براءة سليمان . 

– قصة هاروت وماروت ؟ هما ملَكَين أنزلهما الله تعالى فتنة للعباد واختبارًا لهم ، فأما المؤمن فيبتعد عنهما ، وأما الكافر فيقبل عليهما 

 –التفسير : واتبع اليهود ما تُحَدِّث الشياطينُ به السحرةَ على نبي الله سليمان بن داود. وما كفر سليمان وما تَعَلَّم السِّحر, ولكنَّ الشياطين هم الذين كفروا بالله حين علَّموا الناس السحر ; إفسادًا لدينهم.

_وكذلك اتبع اليهود السِّحر الذي أُنزل على الملَكَين هاروت وماروت بأرض بابل بالعراق وما يعلِّم الملكان من أحد حتى ينصحاه ويحذِّراه من تعلم السحر ويقولا له: لا تكفر بتعلم السِّحر وطاعة الشياطين فيتعلم الناس من الملكين ما يُحْدِثون به الكراهية بين الزوجين حتى يتفرقا. 

– ولا يستطيع السحرة أن يضروا به أحدًا إلا بإذن الله وقضائه. وما يتعلم السحرة إلا شرًا يضرهم ولا ينفعهم ولقد علم اليهود أن من اختار السِّحر وترك الحق ما له في الآخرة من نصيب في الخير. ولبئس ما باعوا به أنفسهم من السحر والكفر عوضًا عن الإيمان ومتابعة الرسول, لو كانوا يعلمون 

103– وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ

– ولو أن اليهود آمنوا بالله حقًّا، واتقوه بفعل طاعته وترك معصيته؛ لأيقنوا أن ثواب الله خير لهم من السِّحر ومما اكتسبوه منه ..لو كانوا يعلمون 

104– يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ 

التفسير : يأيها الذين آمنوا لا تقولوا للنبي (راعنا) أي:راعنا سمعك فافهم عنا وأفهمنا ، لأن اليهود يلوون بها ألسنتهم للنبي يقصدون سبه ونسبته إلي الرعونة، وقولوا بدلا عنها (انظرنا) أي: انظر إلينا وتعهدنا ، وهي تؤدي المعنى المطلوب نفسه ، واسمعوا ما يتلي عليكم من الكتاب وافهموه..  وللكافرين عذاب موجع

قصة الآية:  {رَاعِنَا} بلغة اليهود: شيئاً قبيحا، ومعناها اسمع لا سمعت وهي: من الرعونة (الحمق) فإذا أرادوا أن يحمقوا إنساناً قالوا له: راعنا بمعنى يا أحمق ، فلما سمع اليهود هذه اللفظة من المسلمين قالوا فيما بينهم: كنا نسب محمداً سراً، فأعلنوا به الآن ، فكانوا يأتونه ويقولون: راعنا يا محمد، ويضحكون فيما بينهم. 

– فسمعها سعد بن معاذ ففطن لها، وكان يعرف لغتهم، فقال لليهود: لئن سمعتها من أحدكم يقولها لرسول الله  لأضربن عنقه، فقالوا: أو لستم تقولونها؟ فأنزل الله تعالى: الآية (لا تقولوا راعنا..) كيلا يجد اليهود بذلك سبيلا إلي سبَّ رسول الله ﷺ .

105– مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ 

– ما يحب الكفار من أهل الكتاب والمشركين: أن يُنزَّل عليكم أيها المؤمنون أدني خير من ربكم قرآنًا أو علمًا, أو نصرًا أو بشارة ..

_ ولكن الله يختص برحمته مَن يشاء مِن عباده بالنبوة والرسالة والإيمان .. ومن فضله علينا بَعْثُ الرسول وإنزالُ الكتاب، والله ذو العطاء الكثير الواسع. 

♦♦♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

– سوء أدب اليهود مع الأنبياء .. حيث نسبوا إلى سليمان عليه السلام تعاطي السحر، فبرّأه الله منه، وأَكْذَبَهم في زعمهم.

– إن السحر حقيقة والساحر كافر  وحكمه القتل. ولا يستطيع السحرة أن يضروا أحدًا إلا بإذن الله وقضائه. 

– كل قول أو فعل يوهم أمورًا فاسدة يجب تجنبه والبعد عنه.

– أن الفضل كله بيد الله تعالى وهو يختص به من يشاء من عباده برحمته وحكمته.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-