شائع

تفسير سورة البقرة صفحة 14 من الآيات ( 89 - 93 ) .. وفوائد الآيات

التفسير

89– وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ 

– وحين جاءهم القرأن من عند الله مصدقا لما معهم من التوراة جحدوه وأنكروا نبوة النبي محمد ﷺ وكانوا - قبل بعثته - يستنصرون به علي مشركي العرب ويقولون : قرب مبعث نبيِّ آخرِ الزمان ، وسنتبعه ونقاتلكم معه.

– فلمَّا جاءهم الرسول  الذي عرفوا صفاتِه وصِدْقَه كفروا به وكذبوه ، فلعنةُ الله على كل مَن كفر بنبي الله ورسوله محمد  وكتابه الذي أوحاه الله إليه.

90– بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ 

– قَبُحَ ما اختاره بنو إسرائيل لأنفسهم; عندما استبدلوا الكفر بالإيمان ظلمًا وحسدًا ً، لأن الله تعالي أنزل القرآن على نبيه محمد ﷺ دونهم.

– فرجعوا بغضب من الله (ازداد غضب الله عليهم) بسبب كفرهم بالنبي محمد  بعد أن كان غضبه عليهم سابقا بسبب تحريفهم للتوراة فَبَاءُوا بغضب علي غضب  وللجاحدين بنبوَّة محمد ﷺ عذابٌ يذلُّهم ويخزيهم.

91– وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ 

–وإذا قيل لهؤلاء اليهود: آمنوا وصدقوا بما أنزل الله من القرآن علي نبيه محمد ،قالوا: نحن نصدِّق بما أنزله الله على أنبيائنا من قبله ... ويجحدون بما أنزل الله علي النبي محمد ﷺ وهو الحق مصدقًا لما معهم من التوراة. 

– ولو كانوا يؤمنون بما أُنزل عليهم حقًّا لآمنوا بالقرآن الذي صدق هذه الكتب ، قل -أيها النبي- جوابًا لهم: لِمَ تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين حقًّا بما جاؤوكم به من الحق ؟!

92– وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ 

–ولقد جاءكم نبي الله موسى بالمعجزات الدالة على صدقه, كالطوفان والضفادع  والجراد والقُمَّل .. وغير ذلك مما ذكره الله في القرآن العظيم, ومع ذلك اتخذتم العجل معبودًا, بعد ذهاب موسى إلى ميقات ربه أنتم بذلك ظالمون متجاوزون لحدود الله لإشراككم بالله. 

93– وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ 

– واذكروا حين أَخَذْنا عليكم عهدًا مؤكدًا بقَبول ما جاءكم به موسى من التوراة, فنقضتم العهد, فرفعنا جبل الطور فوق رؤوسكم تخويفًا لكم  وقلنا لكم: خذوا ما آتيناكم من التوراة بجدٍّ واجتهاد, واسمعوا سماع قبول وأطيعوا وإلا أسقطنا الجبل عليكم 

– فقلتم : سمعنا قولك وعصينا أمرك; لأن عبادة العجل قد  تمكنت من قلوبكم بسبب كفركم ، قل -أيها النبي-: قبح الَّذي يأمركم به هذا الإيمان -إن كنتم مؤمنين حقا كما تدعون-لأن الإيمان الحق لا يكون معه كفر

♦♦♦♦♦
مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

– اليهود أعظم الناس حسدًا ؛ إذ حملهم حسدهم على الكفر بالله وبرسوله 

– الإيمان بالله تعالى يوجب التصديق بكل ما أَنزل من كتب ، ورسل.

– من أشد أنواع الظلم ظلم الإنسان لنفسه بعد معرفته الحق وقيام الأدلة عليه.

– من عادة اليهود نقض العهود والمواثيق.. إلى يومنا هذا




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-