شائع

تفسير سورة البقرة صفحة 13 من الآيات ( 84 - 88 ) .. وفوائد الآيات

التفسير
84– وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ

– واذكروا -يا بني إسرائيل- حين أَخَذْنا عليكم عهدًا مؤكدًا في التوراة: يحرم سفك بعضكم دم بعض, وإخراج بعضكم بعضًا من دياركم, ثم اعترفتم واقررتم بذلك, وأنتم تشهدون على صحته.

85– ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ 

– ثم أنتم يا بني إسرائيل تخالفون هذا العهد : فيقتل بعضكم بعضًا، وتخرجون فريقًا منكم من ديارهم مستعينين عليهم بالأعداء ظلمًا وعدوانًا، وإذا جاؤوكم أسرى في أيدي الأعداء ، سعيتم في دفع الفدية لتخليصهم من أسرهم .

– مع أن إخراجهم من ديارهم أساسا محرَّم عليكم: فكيف تؤمنون ببعض ما في التوراة من وجوب فداء الأسرى، وتكفرون ببعض ما فيها من صيانة الدماء ومنع إخراج بعضكم بعضًا من ديارهم؟

ما أقبح ما تفعلون ! حين تؤمنون ببعض أحكام التوراة وتكفرون ببعضها!  فليس جزاء مَن يفعل ذلك منكم إلا ذُلا وفضيحة في الدنيا. ويوم القيامة يردُّهم الله إلى أفظع العذاب في النار. وما الله بغافل عما تعملون ، بل هو مطلع عليه، وسيجازيكم به.

86– أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ 

–أولئك الذين استبدلوا الحياة الدنيا بالآخرة، وإيثارًا للفاني على الباقي، فلا يُخَفف عنهم العذاب في الآخرة، وليس لهم ناصر ينصرهم يومئذ مِن عذاب الله .

87– وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ 

–ولقد آتينا موسى التوراة: وأتبعناه برسل من بعده على أثره، وآتينا عيسى بن مريم الآيات الواضحة المبيِّنةَ لصدقه؛ كإحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص .. وقويناه بالملَكِ جبريل عليه السلام .

– أفكلما جاءكم -يا بني إسرائيل- رسول من عند الله بما لا يوافق أهواءكم استكبرتم على الحق، وتعاليتم على رسل الله؛ ففريقًا منهم تكذِّبون، وفريقًا تقتلون؟!


88– وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ 

لقد كانت حجة اليهود في عدم اتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - قولهم: إن قلوبنا مُغَلّفة (مغطاة) لا يَنْفُذ إليها قولك ، ولا يصل اليها شيء مما تقول ولا تفهمه .

وليس الأمر كما ادَّعَوْا: بل قلوبهم ملعونة, مطبوع عليها كفرهم, فطردهم الله من رحمته بكفرهم فلا يؤمنون إلا إيمانًا قليلا لا ينفعهم .

♦♦♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

– من أعظم الكفر: الإيمان ببعض ما أنزل الله والكفر ببعضه؛ لأنه بذلك قد جعل إلهه هواه.

عِظَم وقبح ما بلغه اليهود من العناد، واتباع الهوى، والتلاعب بما أنزل الله تعالى.

– أن الله يعاقب المعاندين لأوامره بالطبع على قلوبهم وطردهم من رحمته؛ فلا يهتدون سبيلا

– فضل الله ورحمته بخلقه حيث تابع عليهم إرسال الرسل وإنزال الكتب لهدايتهم للرشاد





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-