شائع

تفسير سورة الحجرات .. وأحكامها وآدابها

سورة الحُجُرات : سورة مدنية نزلت 9 هجريا ، وعدد آياتها 18 ، وعدد كلماتها 353 ، وعدد حروفها 1493 ، وترتيبها ال 49 ، تقع في الجزء 26  ونزلت بعد سورة المجادلة

لماذا سميت بسورة الحجرات؟

– نسبةً إلى حجرات زوجات النبي محمد  حيث كان لكل واحدة منهن حجرة في مؤخرة المسجد النبوي.

عم تتحدث سورة الحجرات ؟

–تتحدث علي أن الدين المعاملة: فتتحدث عن عدة مواضيع تتعلق بالآداب والأخلاق ،مثل: أدب التعامل مع الله ورسوله، والتعامل مع الفسقة والتثبت من الأخبار، وقتال الفتنة بين المسلمين والصلح بينهم وقتال الفئة الباغية، 

–ومن هذه المواضيع أيضاً : النهي عن السخرية واللمز والتنابز بالألقاب، والنهي عن سوء الظن والتجسس والغيبة، وتذكير الناس بأصلهم وأن التقوى أساس التفاضل، التفريق بين الإسلام والإيمان وبيان معنى الإيمان وأنه منة من عند الله.

تفسير سورة الحجرات 

1–يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم 

– ترك البدع في الدين : يا أيها المؤمنون لا تقضوا بتشريع  يخالف أمر الله ورسوله فتبتدعوا في الدين ، وخافوا الله في قولكم وفعلكم , إن الله سميع لأفعالكم , عليم بنواياكم وأفعالكم .

2–يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون 

– خفض الصوت عند الخطاب مع الرسول : يأيها المؤمنون لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي عند مخاطبتكم له.

– عدم الجهر بالصوت عند مناداة الرسول : ولا تجهروا بمناداته كما يجهر بعضكم لبعض, 

– تمييز الرسول عند خطابه : وميزوه عند خطابكم له ، كما ميزه الله - عز وجل- عن غيره من الرسل واصطفاه لحمل رسالة الإسلام

–ويكون ذلك (بوجوب الإيمان به, ومحبته، وطاعته، والاقتداء به) وافعلوا ذلك خشية أن تبطل أعمالكم وأنتم لا تشعرون 

3–إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم 

–أجر عظيم لمن خفض صوته عند النبي: إن الذين يخفضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين اختبر الله قلوبهم, وأخلصها لتقواه, لهم من الله مغفرة لذنوبهم وثواب جزيل, وهو الجنة.

4– إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون 

– تقريع لمن يتادي الرسول من وراء الحجرات باسمه : إن الذين ينادونك- يا محمد- من وراء حجراتك بصوت مرتفع, أكثرهم لا يعقلون الأدب مع رسول الله, وتوقيره.

5– ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم 

 – حث الله تعالى لعباده المؤمنين بالتحلي بالصبر : لو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم عند الله; لأن الله قد أمرهم بتوقيرك

– الله رحيم لمن صدر منهم هذه الأفعال جهلا : والله غفور لما صدر عنهم جهلا منهم من الذنوب والإخلال بالأدب ، رحيم بهم حيث لم يعاجلهم بالعقوبة.

6– يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين 

– التحري علي ما ينقل إلينا من أخبار : يا أيها المؤمنون إن جاءكم فاسق بخبر فتثبتوا من خبره قبل تصديقه ونقله حتى تعرفوا صحته ، خشية أن تصيبوا قوما برآء بجناية منكم, فتندموا على ذلك .

7–واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون   

–واعلموا أن بين أظهركم رسول الله فتأدبوا معه : فإنه أعلم بما يصلح لكم, يريد بكم الخير, وقد تريدون لأنفسكم من الشر والمضرة

– قد لا يوافقكم الرسول علي بعض أموركم: لأنه لو يطيعكم في كثير من الأمر مما تختارونه لأدى ذلك إلى مشقتكم

 – من هم الراشدون ؟ ولكن الله حبب إليكم الإيمان وحسنه في قلوبكم, فآمنتم, وكره إليكم الكفر بالله والخروج عن طاعته, ومعصيته, أولئك المتصفون بهذه الصفات هم الراشدون السالكون طريق الحق.

8– فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم 

–فضل ونعمة لهؤلاء،الراشدون : وهذا الخير الذي حصل لهم فضل من الله عليهم ونعمة. والله عليم بمن يشكر نعمه, حكيم في تدبير أمور خلقه.

9– وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين 

– الصلح خير من القتال بين أهل الإيمان : وإن طائفتان من أهل الإيمان اقتتلوا فاصلحوا- أيها المؤمنون- بينهما بدعوتهما إلى الاحتكام إلى كتب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, والرضا بحكمهما, 

–فإن أحدهما بغت فقاتلوها حتي ترجع إلي حكم الله: فإن اعتدت إحدى الطائفتين وأبت الإجابة إلى ذلك, فقاتلوها حتى ترجع إلى حكم الله ورسوله, فإن رجعت فأصلحوا بينهما بالإنصاف, 

– العدل عند الحكم : واعدلوا في حكمكم بأن لا تتجاوزوا في أحكامكم حكم الله ورسوله, إن الله يحب العادلين في أحكامهم القاضين بين خلقه بالقسط 

وفي الآية إثبات صفة المحبة لله على الحقيقة, كما يليق بجلاله سبحانه. 

10–إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون 

–إنما المؤمنون إخوة في الدين: فأصلحوا بين أخويكم إذا اقتتلا, وخافوا الله في جميع أموركم. رجاء أن ترحموا.

11– يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون 

 – عدم السخرية والاستهزاء : يا أيها المؤمنون لا يهزأ قوم مؤمنون من قوم مؤمنين ، عسى أن يكون المهزوء به منهم خيرا من الهازئين, ولا يهزأ نساء مؤمنات من نساء مؤمنات; على أن يكون المهزوءة به منهن خيرا من الهازئات 

–عدم اللمز : ولا يعب بعضكم بعضا من وراءه بين الناس

– عدم التنابز بالألقاب : ولا يدع بعضكم بعضا بما يكره من الألقاب . 

بئس الصفة والاسم الفسوق: وهو السخرية واللمز والتنابز بالألقاب. 

بعد ما دخلتم في الإسلام وعقلتموه, ومن لم يتب من هذه السخرية واللمز والتنابز والفسوق فأولئك هم الذين ظلموا أنفسهم بارتكاب هذه المناهي .

12– يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم 

– اجتناب الظن : يا أيها المؤمنون اجتنبوا كثيرا من ظن السوء بالمؤمنين; إن بعض ذلك الظن إثم .

_  عدم التجسس : ولا تفتشوا وتبحثوا عن عورات المسلمين 

–عدم الغيبة : ولا يقل بعضكم في بعض بظهر الغيب ما يكره . أيحب أحدكم أكل لحم أخيه وهو ميت؟ هذا فعل منكر وشنيع فأنتم تكرهون ذلك, لذا فاكرهوا اغتيابه.

وخافوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه إن الله تواب على عباده المؤمنين, رحيم بهم.

13 –يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير 

– نداء موجه للناس جميعاً : يا أيها الناس إنا خلقناكم من أب واحد هو آدم, وأم واحدة هي حواء , وجعلكم بالتناسل شعوبا وقبائل متعددة. ليعرف بعضكم بعضا, فلا تفاضل بينكم في النسب 

– من هو الكريم عند الله نعالي ؟ هو العبد التقي، إن أكرمكم عند الله أشدكم اتقاء له(مخافة له) إن الله عليم بالمتقين, خبير بهم

14– قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم "

– زجر لمن يظهر الإيمان وأعماله تشهد بخلاف ذلك. قالت الأعراب (وهم البدو) : آمنا بالله ورسله إيمانا كاملا, قل لهم -يا محمد-: لا تدعوا لأنفسكم الإيمان الكامل  

– الإسلام غير الإيمان : ولكن قولوا: أسلمنا حتي يدخل الإيمان في قلوبكم, وإن تطيعوا الله ورسوله لا ينقصكم من ثواب أعمالكم شيئا إن الله غفور لمن تاب من فضله, رحيم به.

15– إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون 

من هم المؤمنين ؟ الذين صدقوا بالله وبرسوله وعملوا بشرعه, ثم لم يرتابوا في إيمانهم, وبذلوا نفائس أموالهم وأرواحهم في الجهاد في سبيل الله وطاعته ورضوانه, أولئك هم الصادقون في إيمانهم.

16–قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم 

– الله بكل شيء عليم : فل- يا محمد- لهؤلاء الأعراب: أتخبرون الله بدينكم وبما في ضمائركم, والله يعلم ما في السموات وما في الأرض؟ إن الله لا يخفى عليه ما في قلوبكم من الإيمان أو الكفر, والبر أو الفجور .

17– يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين 

– النهي عن المن : يمن هؤلاء الأعراب عليك- يا محمد- بإسلامهم ومتابعتهم ونصرتهم لك, قل لهم: لا تمنوا علي دخولكم في الإسلام ; 

– الله يمن علي من يشاء : فإن نفع ذلك إنما يعود عليكم, ولله المنة عليكم فيه إن وفقكم للإيمان به وبرسوله, إن كنتم صادقين في إيمانكم.

18– إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون 

– إن الله عليم بصير : إن الله يعلم غيب السموات والأرض, لا يخفى عليه شيء من ذلك, والله بصير بأعملكم وسيجازيكم عليها, إن خيرا فخير, وإن شرا فشر.









حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-