شائع

تفسير سورة المنافقون .. وأسرارها..وصفات المنافقين

 
سورة المنافقون : سورة مدنية وترتيبها  63، في الجزء 28 عدد آياتها 11 ،عدد الكلمات180، عدد الحروف 780 نزلت بعد سورة الحج .

سبب نزول سورة المنافقون 

–عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه -قال : كنت مع عمي فسمعت عبد الله بن سلول يقول : "لاتنفقوا علي من عند رسول الله حتي ينفضوا "،وقال أيضاً " لئن رجعنا إلي المدينة ليخرجن منها الأعز منها الاذل" 

–فذكرت هذا لعمي ... فذكر عمي هذا إلي رسول الله   فأرسل رسول الله  إلي عبد الله بن سلول وأصحابه فسألهم عن ما قلته؟! "فحلفوا ما قالوا هذا فصدقهم رسول الله وكذبني" 

–فأصابني هم لم يصبني مثله قط فجلست في بيتي  فأنزل الله تعالي " إذا جاءك المنافقون.. إلي قوله ليخرجن الأعز منها الاذل" فأرسل إلي رسول الله  فقرأها علي ثم قال" إن الله قد صدقك " رواه البخاري

صفات المنافقين في الحديث الشريف 

  عن عبد الله بن عمرو قال رسول الله  (أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) رواه مسلم والبخاري

إن المنافق من خصاله: إخلاف الوعد، والكذب في الحديث، والخيانة في الأمانة، وأنه إذا خاصم فجر، وفجوره التوسع في المعصية والكذب.

 منزلة المنافقين في النار 

–هي كما ذكرها الله تعالى بقوله: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا [النساء:145]

وهذا الدرك قيل: هو أسفل النار ، لأن للنار دركات كما للجنة درجات، وقال سفيان الثوري: توابيت تغلق عليهم، وقال أبو هريرة: بيوت لها أبواب تطبق عليهم.

تفسير سورة المنافقون وصفاتهم


1– إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون 

 الحلف الكاذب : إذا حضر مجلسك المنافقون -يا محمد- قالوا بألسنتهم, نشهد إنك لرسول الله, والله يعلم إنك رسوله ,والله يشهد إن المنافقين لكاذبون فيما أظهروه من شهادتهم  لك, وحلفوا عليه بألسنتهم, وأضمروا الكفر في قلوبهم .

2– اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون 

– منع الناس وصدهم عن الطريق الحق : بأساليبهم الملتوية وبأيمانهم الكاذبة التي أقسموها لك سترة ووقاية لهم من المؤاخذة والعذاب , إنهم بئس ما كانوا يعملون

3– ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون 

 - ختم الله على قلوبهم بالكفر: فلا يصل إليها حق ولا نور ،ذلك لأنهم آمنوا في الظاهر, ثم كفروا في الباطن, فختم الله على قلوبهم بسبب كفرهم, فهم لا يفهمون ما فيه صلاح 

4– وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون 

- عِظَم وقوة أجسامهم والبلاغة في الخطاب، فهم صور لا حقيقة لها ، فإذا نظرت إليهم يعجبك شكلهم وهيئاتهم, وإن يتحدثوا تسمع لحديثهم ; لفصاحة ألسنتهم 

 – هم صور لا حقيقة لها : وذلك لفراغ قلوبهم من الإيمان، وعقولهم من الفهم ، فهم كالأخشاب الملقاة على الأرض, التي لا حياة فيها .

– الخوف والجبن والهلع : يظنون كل صوت عال واقعا عليهم وضارا بهم, لعلمهم بحقيقة حالهم, ولفرط جبنهم, والرعب الذي تمكن من قلوبهم

 – كرههم وبغضهم للمؤمنين : هم الذين تناهوا في العداوة لك وللمؤمنين, فخذ حذرك منهم, أخزاهم الله وطردهم من رحمته 

5– وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون 

– الاستكبار عن الحق : وإذا قيل للمنافقين: أقبلوا تائبين معتذرين عما بدر منكم من سيئ القول وسفهه, كي يطلب لكم رسول الله المغفرة من ربه ..استكبروا 

 الاستهزاء بالمؤمنين : حركوا رؤوسهم استهزاء واستكبارا, وأبصرتهم - يا محمد- يعرضون عنك, وهم مستكبرون عن الامتثال لما طلب منهم.

6– سواء عليهم أأستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين 

حكم الله عليهم بالفسق والحرمان من الهداية: سواء على هؤلاء المنافقين أطلبت لهم المغفرة من الله- يا محمد- أم لم تطلب لهم, إن الله لن يصفح عن ذنوبهم أبدا ; لإصرارهم على الفسق ورسوخهم في الكفر إن الله لا يوفق للإيمان القوم الكافرين به, الخارجين عن طاعته.

7– هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون 

– البخل في القول والفعل : هؤلاء المنافقون هم الذين يقولون لأهل "المدينة" : لا تنفقوا على أصحاب رسول الله من المهاجرين حتى يتفرقوا عنه ويتركوا دينه ..

–ولله وحده خزائن السموات والأرض وما فيهما من أرزاق, يعطيها من يشاء ويمنعها عمن يشاء, ولكن المنافقين لا يفهمون ذلك.

8– يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون 

– ادعاء العزة والقوة: يقول هؤلاء المنافقون: لئن عدنا إلى " المدينة " سوف يخرج فريقنا (وهو الأعز) فريق المؤمنين (وهو الأذل)

 والله تعالى العزة ولرسوله صلى الله عليه وسلم, والمؤمنين بالله ورسوله لا لغيرهم, ولكن المنافقين لا يعلمون ذلك لفرط جهلهم.

نداء وتنبيه للمؤمنين 

9– يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون 

– نداء وتنبيه للمؤمنين : بعدم الانشغال بالأموال والأولاد عن عبادة الله وطاعته, ومن تشغله أمواله وأولاده عن ذلك, فأولئك هم الخاسرون حظوظهم من كرامة الله ورحمته.

10– وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين "

– أهمية الصدقة في الآخرة للمؤمنين : تصدقوا أيها المؤمنون مما أعطيناكم في طرق الخير, مبادرين بذلك من قبل أن يجيء أحدكم الموت, ويرى دلائله وعلاماته 

– الندم لن يفيد : فيقول نادما: رب هلا أمهلتني, وأجلت موتي إلى وقت قصير, فأتصدق من مالي, وأكون من الصالحين الأتقياء.

–ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون 

– الآخرة هي النهاية : ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء وقت موتها, وانقضى عمرها, والله سبحانه خبير بالذي تعملونه من خير وشر, وسيجازيكم على ذلك.








حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-