شائع

قصة سليمان عليه السلام .. من القرآن الكريم

نسب سيدنا سليمان عليه السلام 

قال الحافظ ابن عساكر هو سليمان بن داود بن إيشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن نحشون بن عمينا داب بن ارم بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام.   

 مكان اقامة سيدنا سليمان

ذكر القرطبي في تفسيره :أنّ أول من بنى بيت المقدس هو داود عليه السلام وقد مات ولم ينته من بنائه فأوصى سليمان عليه السلام أن يستكمل بناءه 

– وعاش سُليمان في بيت المقدس وفي السنة الرابعة من مُلكه بدء في عمارة بيت المقدس وتنفيذ وصية والده فأمر سليمانُ الجن أن يُتموا بناءه وكانوا منقادينَ مطيعين لأوامره..  وبقي فيه إلى أن توفي. 

دعاء سليمان عليه السلام 

 لمَّا فرَغَ سُليمانُ بنُ داودَ مِن بِناءِ بيتِ المقدِسِ سأَلَ اللهَ ثلاثًا" الأُول: سألَه "حُكْمًا يُصادِفُ حُكْمَه" أي: يوافِقُ حُكْمَ اللهِ في الاجتهادِ وفصْلِ الخُصوماتِ بين النَّاسِ. والثَّاني: "ومُلْكًا لا ينْبَغي لأحدٍ مِن بعدِه"، أي: طلَبَ مُلْكًا لا يكونُ مثلُه لغيرِه مِن البشَرِ بعدَه ليكونَ هذا سببًا للإيمانِ والهدايةِ، والثالث: "وألَّا يأتيَ هذا المسجدَ أحدٌ لا يريدُ إلَّا الصَّلاةَ فيهِ إلَّا خرجَ من ذنوبِهِ كيومِ ولدتْهُ أمُّهُ"أخرجه النسائي (693) ، وابن ماجه (1408) ، وأحمد (6644) 

فقال النَّبيُّ ﷺ: "أمَّا اثنتانِ فقد أُعْطِيَهما"، أي: استجابَ اللهُ عزَّ وجلَّ له، "وأرجو أنْ يكونَ قد أُعْطِيَ الثَّالثةَ" أي: أنْ يستجيبَ اللهُ لسُليمانَ في طلَبِ المغفرةِ لمَن قصَدَ المسجِدَ الأقصى بالصَّلاةِ، كما استجاب اللهُ دعاءَه في أمْرِ الدُّنيا. 

 سليمان عليه السلام (ملك ملكا لا ينبغي لأحد من بعده –  ونبي – وقاضي ) 

_ وُلد عليه السلام في بيت نبوّة وصلاح، وورث من والده العلم والحكمة، وكان يُساعده بالحكم والقضاء بين الناس

– فلمّا تُوفّي سيدنا داود ورث سليمان عن عمر ١٣ عاماً الحكم والقضاء أيضاً قال تعالي (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ)،

معجزات سليمان عليه السلام

1– تسخير الريح

قال تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ} [الأنبياء:81]، كانت الريح تتحرك بأمره ؛وتحرّك السحاب لتمطر فتسوق الماء للجهة التي يأمرها بها.. وغير ذلك من الأمور ..

2– تسخير الجنّ 

قال تعالى: (وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ)،فقد كانت الجنّ تعمل بين يديه وبتوجيهه، ، فأقاموا المحاريب ودور العبادة وكان لهم إنجازات عظيمة في فنّ العمارة، وأحواض الماء وهي ما تعرف بالجِفان 

وصنعوا الأواني، والصّوامع الثابتة وهي القدور الرّاسيات، ومنهم من أمرهم بالغوص في البحار لاستخراج اللؤلؤ والمرجان، فكان يستفيد من قدرات الجن الخارقة والسرعة العالية، وكلّفهم سيدنا سليمان ببناء بيت المقدس

3–إسالة النّحاس

 قال تعالى: (وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ) [سبأ:12] حيث استخدمه في صناعة السّلاح وغيرها من الصّناعات، فكان النحاس يسيل بين يدي الجنّ، فيقومون بتشكيله ثم يجمد على هيأته.

4– معرفة لغة الطير

 قال تعالى: {وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ} [النمل:16] لأنّ الطّير كان مسخَّراً بين يديه، فكان يفهم كلام الطّيور مثل حديثه مع الهدهد ، وفهم كلام ما لا ينطق من الحيوانات ..

قصص سليمان عليه السلام 

1– قصة تولية سليمان الملك

– تولّى سليمان عليه السلام الحكم عن عمر ١٣ عاماً بعد وفاة والده ، وآتاه الله الملك والنبوّة معاً ..حكم فيهنَّ الإنس والجنَّ والطير..

1– قصة سيدنا سليمان مع ملك الموت

ذُكر أن سليمان عليه السلام كان يوماً جالساً في مجلسه وعنده وزيره، فدخل عليه رجل فسلّم عليه وحادثه وأخذ يحدّ النظر إلى هذا الوزير ففزع الوزير منه .

فلما خرج سأل الوزير عنه، فقال سليمان: هذا ملك الموت، ففزع الوزير وقال: يا نبي الله أسألك بالله أن تأمر الريح فتحملني إلى أبعد مكان إلى الهند، فأمر سليمان الريح فحملته .

فلما كان من الغد دخل ملك الموت، فقال له سليمان: قد أفزعت صاحبي، فقال ملك الموت: يا نبي الله إني دخلت عليك في الضحى وقد أمرني الله أن أقبض روحه بعد الظهر في الهند فعجبت أنه عندك، قال سليمان: فماذا فعلت؟ فقال ملك الموت: ذهبت إلى المكان الذي أمرت بقبض روحه فيه فوجدته فقبضت روحه !

2– قصة حكم داود وسليمان في الحرث

قال تعالى: (وَداوودَ وَسُلَيمانَ إِذ يَحكُمانِ فِي الحَرثِ إِذ نَفَشَت فيهِ غَنَمُ القَومِ وَكُنّا لِحُكمِهِم شاهِدينَ*فَفَهَّمناها سُلَيمانَ وَكُلًّا آتَينا حُكمًا وَعِلمًا وَسَخَّرنا مَعَ داوودَ الجِبالَ يُسَبِّحنَ وَالطَّيرَ وَكُنّا فاعِلينَ).

والقصة أنّ هناك رجلان أتيا إلى داود -عليه السّلام-فقال الأول:أن غنم هذا الرجل نفشوا في الحديقة ليلاً ورعت وأكلت كل زرعي، وقد جئت إليك لتحكم بيننا، فسأل داود الرجل الثاني: هل فعلت غنمك هذا؟ فقال الرجل: نعم، فحكم داود بأن يأخذ صاحب الحقل غنم الرجل تعويضًا عن الزرع فاستأذن سليمان من أبيه فقال عندي حكم آخر  ليأخذ صاحب الغنم الحقل ليصلحه، ويأخذ صاحب الحقل الغنم لينتفع بها حتى يعود الحقل كما كان، فيأخذ صاحب الحقل حقله ويأخذ صاحب الغنم غنمه، فقال داود: هذا حُكم عظيم يا بني، الحمد لله الذي وهبك الحكمة.

3– قصة سيدنا سليمان مع الهدهد وبلقيس

أنعم الله -تعالى- على سليمان -عليه السّلام- بأن جعله يفهم لُغة الطّير، ومن هذه الطّيور الهدهد الذي تفقّده بيوم من الأيام فلم يجده، ولم يطلب الإذن بالغياب، ممّا جعل سليمان -عليه السّلام- يتوعده بالعذاب أو القتل إن لم يأت له بعذر عن غيابه.

ولما عاد الهدهد .. سأله سليمان عن سبب غيابه، فأخبره أنّه رأى أهل سبأ وملكتهم بلقيس ذات الملك العظيم يسجدون للشّمس ويعبدونها، فلمّا سمع سليمان بذلك أراد أن يتيقّن من الخبر فكتب كتاباً قال فيه(إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) وأعطاه للهدهد وأمره أن يُلقيه عليهم ويُراقب ما يفعلون به.

فتحرّى الهدهد نافذة من قصر بلقيس وألقى إليها الكتاب فلمّا رأته الملكة جمعت القوم واستشارتهم في الأمر،فقالوا لها أنّهم قوم ذو قوّة وبأس شديد، وفوضوا الأمر لها، فكان اقتراحها أن تُرسل لسليمان هدية لتليّن الأمر فلا تقوم الحرب، فلمّا وصلت الهدية لسليمان هدّدها بإرسال جيوشه لها، فقرّرت أن تُذعن لأمره وتذهب إليه.

وعندما علم سليمان -عليه السّلام- بأمرها جمع حاشيته وطلب منهم أن يحضروا عرشها إليه، فأخبره عفريت من الجن أنّه قادر على أن يأتي به قبل أن يقوم من مقامه واقترح آخر مؤمن أنّ يأتي به قبل أن يرتدّ إليه طرفه فأحضر العرش له وشكر سليمان ربه

 وأمر الحاشية أن يُغيّروا فيه قليلاً، فلمّا جاءت ورأته قالت: (كَأَنَّهُ هُوَ)،كما اندهشت من قصر سليمان الذي ظنّت أن أرضه نهراً، فلمّا أرادت أن تدخله كشفت عن ساقيها، ولمّا رأت هذه المعجزات أعلنت خضوعها لله وحده، وقالت: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).

– قصة سليمان مع النملة

قال تعالى(حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فقد رأت النّملة سليمان وجنوده وخافت على بقيّة النّمل من أن تدهسها الجنود بدون قصذ  فصاحت تنبّه النّمل ليدخلوا البيوت فسمع سليمان قولها فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ). 

 5–قصة سيدنا سليمان مع الخيل

كان سيدنا سليمان عليه السلام من محبي الخيل ويحب استخدامها في الجهاد في سبيل الله، وكان يمتلك خيول قوية وسريعة وجميلة. فكان يقوم بتنظيمها وانشغل بها، فغابت الشمس وفاتته صلاة العصر

مما جعله يشعر بالغضب لأنه انشغل بالخيل عن الصلاة والعبادة، فأمر الجنود أن يردوها عليه مرة أخرى وأخذ يمسح عليها ويستغفر الله تعالى ، قال تعالى: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ * فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ * رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ}.

قصة وفاة سيدنا سليمان

 –  توفي نبيُّ الله سُليمان عن عمر يناهز ٥٢عاماً، حكم فيهنَّ الإنس والجنَّ وسائر المخلوقات ..

قصة وفاته : كان سليمان عليه السلام في بيت المقدّس يتعبّد ويقوم الليل كعادته .. وقد وافته المنيّة وهو يصلي متكئًا على عصاه واقفًا وظل عاما لا يعرف أحد وفاته ، وقد كان الجنّ في هذه الفترة منشغلون ببناء بيت المقدس

– وكانوا ينظرون من طرف خفي إلى داخل بيت المقدّس فيرونه واقفًا يصلي، ولم يدركوا حقيقة موته إلاّ عندما التهمت حشرة الأرض عصاه، فخرّ على الأرض قال تعالي: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} [سبأ : 34].

–حينئذ أصيب الجن بالفزع ... وأدركوا أنهم لا يعلمون الغيب .. وكذلك أدرك الناس هذه الحقيقة .. فلو كانوا يعلموا الغيب لعلموا أن نبي الله سليمان قد مات، وما لبثوا في العمل الشاق والعذاب المهين .





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-