شائع

قصة داود عليه السلام .. من القرآن الكريم

قال تعالي" نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ " [يوسف:3]

نسبه : هو داوود بن أيشا ...بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل، وخليفته في أرض بيت المقدس.

وصفه : قال محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبه: (كان داوود قصيراً، أزرق العينين، قليل الشعر، طاهر القلب ونقيه ) .

الفترة التي سبقت داوود عليه السلام 

أوفى طالوت بوعده عندما قتل داوود جالوت في معركة العمالقة .. فزوجه ابنته وجعله قائد على الجيش .. ثم ملكا على بني إسرائيل  (فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ) البقرة: 251

 داود (نبيًا - وملكًا - وقاضيا) لبني إسرائيل 

– عندما أتم داود (الأربعين عامًا) جمع الله له الملك والنبوة، فأصبح ملكا ونبيا علي بني إسرائيل وأنزل عليه الزبور فيه شريعة الله 

– وأعطاه الله الحكمة والقدرة على التمييز بين الحق والباطل ومساندة الحق، فكان ( نبيًا - وملكًا - وقاضيا ) قال تعالي (وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ) 

مظاهر نعم الله على داوود عليه السلام 

منحه الله سبحانه صوتًا جميلاً مؤثرًا.. يسبح به بالعشي والإبكار وأمر الله الطير والجبال يسبحن معه ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ ﴾.الأنبياء (79).

– ألآن الله له الحديد ، فكان يستطيع أن يفتله بدون نار ولا مطرقة، فشكل الحديد وصنع المسامير بقدر مناسب ﴿وَأَلَنَّا لَهُ الْحَديدَ* أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ سبأ 11:10

–كان ماهراً في صناعة الدروع من الحديد لتحمي جسم المحارب من السيوف والخناجر، وكانت أفضل وأقوي من الصفيح حينذاك ﴿وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ﴾ الأنبياء 8

عبادة داوود عليه السلام 

كان داود ذو آياد في الطاعة قال النبي (أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يومًا ويفطر يومًا) 

– كان يأكل من كسب يده بالرغم من الملك والنعم الكثيرة التي وهبها الله إياه ،قال النبي (إنَّ أطيب ما أكل الرجل من كسبه وأن نبي الله داود كان يأكل من كسب يده) .

داوود عليه السلام قاضي 

 –﴿يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ص:26

– كان داود حاكمًا عادلًا ، كان يحكم بين الناس بشريعة الله وكان المظلوم يأخذ حقه كاملًا 

بعض القضايا التي حكم فيها عليه السلام 

– جاء رجلان إلى داوود، وادعى الأول أن الثاني اغتصب منه بقر، لكن الثاني أنكر ذلك، فأرجأ داوود أمرهما إلى الليل، وفي الليل أوحى الله إليه أن يقتل الرجل الأول، فلما أصبح قال داوود: أخبرني بحقيقة أمرك وما ادعيته على هذا، فإن الله قد أوحى إلىّ أن أقتلك. قال: والله يا نبي الله إني لمحق فيما ادعيت عليه، ولكني كنت أغتلت أباه قبل هذا. فأمر به داود فقتل، فعظم أمر داود في بني إسرائيل وخضعوا له خضوعاً عظيماً.

–كان داوود عليه السلام في محرابه يعبد الله، فجاءه خصمان ورأوا الباب مغلقاً فصعدوا من سور المحراب ودخلوا على داوود، ففزع داوود حين رآهم داخل المحراب وقد أغلق عليه الباب، فقال أحد المتخاصمين: لا تخف، نحن متخاصمان، وقد بغى بعضنا على بعض، وجئنا إليك لتحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط. إن هذا أخي في الدين يملك تسع وتسعون نعجة، وأنا أملك نعجة واحدة فقط، فطلب مني أن يضم نعجتي إلى نعاجه ليكمل المائة، وقد غلبني بقوة كلامه وسلطانه.فقال داوود: لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه، وإن كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم. وظن داوود أن هذه القضية هي فتنة من الله ليظهر له خطأه، فقيل أن خطأه أنه حكم دون أن يسمع للمتخاصم الثاني . لكن داوود عليه السلام حين أيقن بالفتنة استغفر ربه وخر راكعاً وأناب، وقد غفر الله ذنبه فهو نبي أواب له قربى من الله وحسن مآب، ثم قال الله تعالى له: يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله.

– رُزق داود بابن أسماه سُليمان، وفي يوم من الأيام جلس داود ليحكم بين الناس، فدخل عليه رجلان فقال الأول:أن غنم هذا الرجل نفشوا في الحديقة ليلاً ورعت وأكلت كل زرعي، وقد جئت إليك لتحكم بيننا، فسأل داود الرجل الثاني: هل فعلت غنمك هذا؟ فقال الرجل: نعم، فحكم داود بأن يأخذ صاحب الحقل غنم الرجل تعويضًا عن الزرع فاستأذن سليمان من أبيه فقال عندي حكم آخر  ليأخذ صاحب الغنم الحقل ليصلحه، ويأخذ صاحب الحقل الغنم لينتفع بها حتى يعود الحقل كما كان، فيأخذ صاحب الحقل حقله ويأخذ صاحب الغنم غنمه، فقال داود: هذا حُكم عظيم يا سُليمان، الحمد لله الذي وهبك الحكمة.

– وكانت امرأتان مع كل منهما ابنها الرضيع، فأكل الذئب أحدهما، فتنازعتا أمام داوود في الطفل الآخر، كل امرأة تدعى أنها طفلها، فقالت الكبرى: هو ابني وإن الذئب قد أكل ابنك. وقالت الصغرى: بل هو ابني. فحكم داوود للكبرى، فلما خرجتا على سليمان قال: ائتوني بالسكين أشق الطفل نصفين وأعطي لكل واحدة النصف، فصرخت الصغرى وقالت: يرحمك الله، فتأخذه هي. فعلم سليمان أنها أمه وحكم للمرأة للصغرى وأعطاها الطفل.

– وقد عاش داود بعد أن اطمئن أن الله قد وهب سليمان الحكمة ليحكم بني إسرائيل من بعده، وقبل أن يموت أوصى داود سليمان بأن يعبد الله ولا يضل عن عبادته.

بعض حكم نبي الله داوود عليه السلام 

– حقّ على العاقل ألا يغفل عن أربع ساعات : ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يُحاسب فيها نفسه، وساعة يفضي فيها إلى إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويَصْدُقونه عن نفسه، وساعة يُخلي بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويُجمل، فإن هذه الساعة عونٌ على هذه الساعات وإحجام للقلوب 

 –حق على العاقل أن يعرف زمانه ويحفظ لسانه ويقبل على شأنه

دخول ملك الموت علي داوود عليه السلام 

كان داود عليه السلام فيه غيرة شديد فإذا خرج أغلق الأبواب، فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع، فخرج ذات يوم وغلقت الدار فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار، فإذا رجل قائم وسط الدار فقالت: من أين دخل هذا الرجل والدار مغلقة والله لنفضحن بداود، فلما جاء داود إذا الرجل قائم في وسط الدار فقال له داود: من أنت؟ فقال: أنا الذي لا أهاب الملوك ولا يُمنع مني الحجاب، فقال داود: (أنت والله إذن لملك الموت مرحبًا بأمر الله، ثم مكث حتى قُبضت روحه )

وفاته وغسله وتكفينه 

قيل : أنه توفي عن عمر يناهز (مائة سنة) ولما غُسل وكُفن وفُرغ من شأنه كانت الشمس شديدة، فقال ابنه سليمان للطير (أظلّي على داود، فأظلته الطير حتى أظلمت عليه الأرض، فقال سليمان للطير: اقبضي جناحًا وغلبت على التظليل عليه المضرحيةأي: ظلته الصقور الطوال الأجنحة 

– قيل : إنه لم يحزن بني إسرائيل على أحد بعد موسى وهارون إلا على داود عليه السلام ، وقد جلس الناس في الجنازة في الشمس، وكان هذا اليوم صائف شديد الحرارة

♦♦♦

جميع الآيات التي ذكرت داود عليه السلام 






حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-