شائع

تفسير سورة البقرة صفحة 4 من الآيات (17 - 24) .. وفوائد الآيات

– يذكرنا القرآن الكريم بذكر صفات وحال المنافقين لشدة خطورتهم

17– مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ 

ضرب الله لهؤلاء المنافقين مثلًا ناريًّا : فهم كمثل من أوقد نارًا ليستضيء بها، فلما سطع نورها وظن أنَّه ينتفع بضوئها خمدت، فذهب ما فيها من إشراق، وبقي ما فيها من إحراق، فبقي أصحابها في ظلمات لا يرون شيئًا، ولا يهتدون سبيلًا.

– فكذلك هؤلاء المنافقون: استوقدوا نار الإيمان من المؤمنين فانتفعوا بها وحقنت دماؤهم ، وسلمت أموالهم وحصل لهم الأمن في الدنيا -فبينما هم على ذلك- جاءهم الموت فسلبهم الانتفاع بذلك النور، وحصل لهم ظلمات ظلمة القبر، وظلمة الكفر، وظلمة النفاق، وظلم المعاصي ثم ظلمة النار 

18– صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ 

– صفات المنافقين : هم صُمٌّ عن سماع الحق ، بُكْم عن النطق به ، عُمْي عن إبصاره ، لذلك لا يستطيعون الرجوع إلى الإيمان الذي تركوه ، واستبدلوه بالكفر والضلال 

19– أَوْ كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنْ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ 

- ضرب الله لهؤلاء المنافقين مثلًا مائيًّا : مثل مطر كثير، من  سحاب فيه ظلمات متراكمة ورعد وبرق، نزل على قوم فأصابهم ذعر شديد، فجعلوا يسدُّون آذانهم بأطراف أصابعهم، من شدة صوت الصواعق خوفًا من الموت 

 – فكان المطر مثلًا للقرآن، وصوت الصواعق مثلًا لما فيه من الزواجر ووعد ووعيد ، وضوء البرق مثلًا لظهور الحق لهم أحيانًا كي يهتدوا به ، وجعل سد الآذان من شدة الصواعق، مثلًا لإعراضهم عن الحق وعدم الاستجابة له ، والله محيط بالكافرين لا يعجزونه .

20 – يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 

– يقارب البرق من شدة لمعانه: أن يسلب أبصارهم, ومع ذلك فكلَّما أضاء لهم مشَوْا في ضوئه, وإذا ذهب أظلم الطريق عليهم فيقفون في أماكنهم.

– فكان البرق هو إمهال الله لهم : ولولا امهال الله لهم لسلب سمعهم وأبصارهم, وهو قادر على ذلك في كل وقتٍ, إنه على كل شيء قدير.

ولما ذكر الله أنواع الناس من مؤمنين وكافرين ومنافقين ناداهم جميعًا داعيًا إياهم إلى إفراده بالعبادة، فقال تعالي

21– يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ 

– نداء من الله للبشر جميعًا : يا أيها الناس اعبدوا ربكم وحده دون سواه؛ لأنه الَّذي خلقكم وخلق الأمم السابقة لتكونوا من المتقين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه .

22– الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ ش رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ 

– فهو الَّذي جعل لكم الأرض بساطًا ممهدًا، وجعل السماء من فوقها مُحكمة البنيان، وهو المنعم بإنزال المطر، فأنبت به مختلف الثمار من الأرض، لتكون رزقًا، فلا تجعلوا لله شركاء وأمثالا وأنتم تعلمون أنَّه لا خالق إلا الله عز وجل

23 – وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ 

– وإن كنتم -يا أيها الناس- في شك من القرآن المُنزل على عبدنا محمد  فنتحداكم أن تعارضوه بالإتيان بسورة واحدة مماثلة له، ولو كانت أقصر سورة منه، ونادوا من استطعتم من أنصاركم إن كنتم صادقين فيما تدَّعونه.

24– فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ 

–فإن لم تفعلوا ذلك -ولن تقدروا عليه أبدًا- فاتقوا النار التي توقد بالناس المستحقين للعذاب، وبأنواع الحجارة مما كانوا يعبدونه وغيرها، هذه النار قد أعدها الله للكافرين.

♦♦♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

– أن الله تعالى يخذل المنافقين في أشد أحوالهم حاجة؛ جزاء نفاقهم وإعراضهم عن الهدى.

– وجوب إفراد الله بالعبادة وحده ، لأنَّه تعالى هو الَّذي خلقنا وخلق لنا ما في الكون وجعله مسخَّرًا لنا.

– عجز الخلق عن الإتيان بمثل سورة من القرآن الكريم يدل على أنَّه تنزيل من حكيم عليم.








حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-