﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ ﴾[ غافر: 78]
قال تعالي لنبيه ﷺ : ولقد أرسلنا مِن قبلك -أيها الرسول- رسلا كثيرين إلى قومهم يدعونهم، ويصبرون على أذاهم: منهم مَن قصصنا عليك خبرهم، ومنهم مَن لم نقصص عليك
♦♦♦
النبي شيث -عليه السلام : هو الابن الثالث لأبو الأنبياء آدم عليه السلام ومعناه: (هبة الله) لأن الله رزقهما إياه بعد حادثة قَتَل قابيل أخاه هابيل ، جبرا لقلبيهما، وتعويضا لهما لما عانى منه الأبوان عندما قتل الأخ أخاه .
–ولد شيث وقد كان عُمر النبي آدم 130 عاماً، وكان شيث ولدا صالحا بارا بوالديه محبا للخير
شيث يعين والده في أمر الدعوة
– كان آدم عليه السلام بحاجة إلي من يعينه في أمر الدعوة والنصح والإرشاد ، خصوصا مع ازدياد البشرية، وتناسل وتكاثر بني آدم
– حيث أن آدم عليه السلام عاش قرابة الألف سنة، فرأى من بنيه وبني بنيه الكثير ، فاصطفى الله تعالى من بني آدم شيثاً عليه السلام ليعينه ويساعده .
وفاة النبي آدم
مرض النبي آدم -عليه السلام- وقبل وفاته بقرابة ١١ يوم قام بتسليم وصيته لابنه شيث عليه السلام .
وصية آدم لابنه شيث :
1 - وهي ان يكمل ما بدأه آدم عليه السلام وهو الدعوة الى دين الله تعالى والتوحيد والقيام علي أمور المسلمين ورعاية شؤونهم وتطبيق شريعة الله في الأرض .
2 - كتب سيدنا آدم وصيته ثم دفع كتاب وصيته إلى شيث وأمره أن يخفيها عن ولده قابيل لأنه كان حسودًا وقد قتل أخاه هابيل بسبب الغيرة فخشي أن يحدث ذلك في حال علمه بأمر الوصية ولذلك قيل: " إن شيثًا كان وصيّ أبيه ءادم في مخلّفيه" .
وبعد مرور عام من موت سيدنا آدم ، ماتت أمه السيدة حواء فقامت الملائكة بتعليم شيث كيف تتم عملية الدفن حيث قام شيث بدفن أمه بنفس طريقة دفن والده آدم عليه السلام .
أول الرسل بعد آدم
– في حديث يُعتبر من الموضوعات عن النبي ﷺ لما سأله أبو ذر الغفاري عن الرسل والأنبياء: (قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كمِ الأنبياءُ ؟ قال: (مئةُ ألفٍ وعشرونَ ألفًا)، قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كمِ الرُّسلُ مِن ذلك ؟ قال: (ثلاثُمئةٍ وثلاثةَ عشَرَ جمًّا غفيرًا) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ مَن كان أوَّلَهم؟
قال: (آدَمُ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ أنبيٌّ مرسَلٌ؟ قال: (نَعم خلَقه اللهُ بيدِه ونفَخ فيه مِن رُوحِه وكلَّمه قبْلًا) ثمَّ قال: (يا أبا ذرٍّ أربعةٌ سُريانيُّونَ: آدمُ وشِيثُ وأخنوخُ وهو إدريسُ وهو أوَّلُ مَن خطَّ بالقلمِ ونوحٌ، وأربعةٌ مِن العربِ: هودٌ وشعيبٌ وصالحٌ ونبيُّك محمَّدٌ ﷺ)، قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كم كتابًا أنزَله اللهُ؟، قال: ( مئةُ كتابٍ وأربعةُ كُتبٍ أُنزِل على شِيثَ خمسونَ صحيفةً).
نبوة شيث عليه السلام
1 – منح الله تعالى شيث شرف النبوة بعد النبي آدم -عليه السلام ، وقد أنزل الله على شيت 50 صحيفة حيث روى أبوذر الغفاري رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ قال (أُنزل على شيث خمسون صحيفة )
2 – بعدها بدأ النبي شيث يبين للناس الفرق ما بين الحلال و الحرام ويدعوهم إلي عبادة الله وحده .
3– أنزل الله تعالى على شيث شرعًا جديدًا وهو تحريم زواج الأخ من أخته غير التوأم بعد أن كان حلالا في شرع ءادم.
4– نزل تشريع رباني بمنع اختلاط قوم شيث ، بقوم قابيل لما كان من فساد أمرهم، وسوء أخلاقهم .. كان قوم شيث يسكنون الجبال، وقوم الأخ القاتل قابيل يسكنون السهول .
وصار الناس يمتثلون إلى شريعته وشريعة أبيه عليهما السلام، ومما شرع لهم .. والتزموا بأمره بعدم التوجه إلى السهول والاختلاط بقوم قابيل، امتثالاً لهذا التشريع الرباني من نبي الله شيث، الذي بقي الناس ممتثلين له .حتي وفاته
وفاة النبي شيث عليه السلام
– بني شيث عليه السلام الكعبة بالحجارة والطين ،ولم يزل مقيما بمكة يحج ويعتمر إلى أن مات ، وأجمع ما أنزل عليه وعلى أبيه آدم من الصحف وعمل بما فيها جميعا.
–عندما مرض شيث أوصي إلي ابنه أنوش، إلى أن مات رحمه الله عن عمر يناهز 912 عامًا ، ويقال بأنه دفن مع أبويه آدم وحواء -عليهما السلام- في غار بأبي قبيس في مكة ويقال في روايات أخرى بأنه دفن بقرب مسجد الخيف بمنى .
أبناء آدم بالترتيب
قال المؤرخون: قام أنوش بعد وفاة أبيه شيث على منهجه من غير تبديل ولا تغيير ، ثم بعده ولده قَيْنَان، ثم من بعده ابنه مهلاييل وهو الذي يزعم الأعاجم من الفرس أنه ملَك الأقاليمَ السبعة، ثم بعده ابنه يَارْد فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ولده أخنوخ وهو إدريس عليه السلام .