شائع

قصة إبراهيم عليه السلام .. خليل الله





قصَّة إبراهيم عليه الصلاة والسلام من أروع القصص القرآني التي تحتوي على الكثير من الدروس والحكم والعبر قال تعالي﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ﴾ [يوسف: 111] 

جعل الله نبيه إبراهيم خليله فقال﴿ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ﴾ووصفه بأعظم الصفات والأخلاق فقال﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴾وقوله ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ المُشْرِكِينَ﴾ 

وقال:﴿سلام على إِبْرَاهِيمَ* كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾ وقال ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً ﴾ وقال ﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ﴾ 

لقب إبراهيم عليه السلام بأبو الأنبياء 

 وذلك لأن معظم الأنبياء المذكورين في القرآن الكريم من ذريته ( ذرية محمد  من نسل إسماعيل عليه السلام ) (وذرية يعقوب ويوسف وبنو إسرائيل من نسل إسحاق عليه السلام) 

أين ولد سيدنا إبراهيم عليه السلام ؟

 ولد سيدنا ابراهيم فى منقة بابل بالعراق، وكان أبوه آزر يصنع الأصنام ويعبدها وكان سيدنا إبراهيم يشعر بالضيق من ذلك، مما جعله يبحث عن آله هذا الكون؟!

رحلة البحث عن إله الكون 

قال سيّدنا إبراهيم عن النّجم "هذا رّبي" ومن ثمّ القمر ومن ثمّ الشّمس، ولكنّهم يغيبون ..فأرسل الله إليه وحياً يخبره أنّ الله اختاره ليكون نبيّ قومه، فآمن بالله 

ما هو الطلب الذي طلبه سيدنا ابراهيم من الله؟

سأل ربه أن يريه إحياء الموتى، فقال الله. له: أَوَلَمْ تُؤْمِنْ؟! قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لأزداد من اليقين، فأمره الله أن يأخذ أربعة من الطير فضممهن إليك .. واذبحهن .. وقطعهن ،ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا فتكون متفرقة ،ثُمَّ ادْعُهُنَّ يأتينك مسرعات، ففعل .. فعاد كل جزء من أجزاء هذه الطيور إلي وضعه الرأس إلى الجزء الذي يتصل به والأرجل.. وهكذا فالتأمت واجتمعت ثم دعهن فجاءته مُجيبة إلى موضعه حيث دعاها 

ماذا كان يعبد قوم إبراهيم عليه السلام؟

كان قوم سيدنا إبراهيم يعبدون الأصنام والكواكب ،وغيرها رفض سيدنا ابراهيم عبادة الأصنام ومن هنا بدأ إبراهيم يدعو أبيه أن يترك صناعة وعبادة الأصنام والشرك ولكن أباه رفض وطرده من البيت فرحل ابراهيم قائلا (سأستغفرن لك ربي إنه كان بي حفيا) 

رفض قوم النبي إبراهيم دعوته!

بعد أن فشل إبراهيم -عليه السلام- في إقناع والده آزر من ترك عبادة الأصنام رفض قوم النبي إبراهيم دعوته وصاروا يستهزئون به وفي يومٍ خرج القوم لقضاء عيدهم، فخرج كل النَّاس ما عدا إبراهيم وقال سأكيد للأصنام حتى يعرفوا أنَّها عاجزة.. 

النبي إبراهيم يحطّم الأصنام!

استخدم إبراهيم ذكاءه في الدعوة إلى الله؟ فذهب إلى المعبد وكسر جميع الأصنام ما عدا الصَّنم الكبير تركه وعلَّق الفأس في رقبته، فلمَّا جاء القوم ورأوا الأصنام مكسرة جُنَّ جنونهم وقالوا: من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين .

وغضبوا غضبًا شديدًا، فقال أحدهم: لقد سمعت إبراهيم قبل أن نذهب إلى العيد يقول إنَّه سيُلحق الأذى بهم، ولمَّا جاؤوا بإبراهيم: قالوا له هل أنت حطَّمت هذه الأصنام يا إبراهيم؟ فقال لهم: بل الذي حطَّم الأصنام الصغيرة هذا الصنم الكبير ؟! فسألوهم إن كانوا ينطقون فيجيبوكم   

 إلقاء إبراهيم عليه السلام في النار

لمَّا تبيَّن للكافرين أنَّ أصنامهم فعلًا حجارة وعاجزة وأنَّ إبراهيم كان محقًّا تكبروا ؛إذ لا يُريدون أن يعترفوا بالحقيقة وقالوا يجب أن يحرق إبراهيم بالنَّار حتى لا يفعل أحد مثله وبدؤوا يتفكَّرون في طريقة يُلقوا بها إبراهيم في النَّار 

إذ لا يستطيعون الاقتراب من لهيبها ولو اقتربوا لاحترقوا فجاءهم الشيطان ودلَّهم على صناعة المنجنيق، ووقتها أول مرة كان يُصنع المنجنيق وهو أداة من الخشب يضعون فيها شعل النار  ومن ثم يقذفونه من بعيد 

الله تعالى ينجّي نبيه إبراهيم !

 بدأ القوم بالتجهيز لقذف سيدنا إبراهيم فقيدوه بالحبال وألقوه في النار قال: حسبي الله ونعم الوكيل وسلَّم أمزه لربه فأرسل الله ملائكته لمساعدته .. ولكنَّه ما طلب المساعدة إلا من ربِّه 

وكانت حكمة الله أن جعل النَّار نفسها لا تُحرق إذ خرج منها بسلام دون أن يمسه أي ضرر ولمَّا خرج من النَّار سليمًا قال له أبوه آزر نعم الرّب ربك يا إبراهيم 

قصة ابراهيم عليه السلام والنمرود

علم النمرود (حاكم ظالم يدعي الربوبية) بأمر إبراهيم فأرسل إليه وسأله عن الآله الذى يدعو الناس إليه، فقال له إبراهيم (الله ربى الذى يحيي ويميت) قال النمرود له "أنا أحي وأميت"، فإذا به يأتي برجلان يأمر بقتل أحدهما ويعفو عن الآخر "فكأنه قد أحيا هذا وأمات الآخر"قال له ابراهيم : إنّ الله يأت بالشمس من المشرق  فأت بها من المغرب، فعجز النمرود عن الكلام، وأمر بطرده من البلاد فعذبه الله ببعوضة دخلت في منخره حتي مات

لماذا جاء سيدنا إبراهيم إلى مصر؟

عندما اشتد عناد قومه في بابل، ورفضوا أن يتبعو هداه تزوج سيدنا إبراهيم من ابنة عمه"سارة"

التي آمنت به وهاجر معها وابن أخيه لوط إلى بلاد الشام لنشر الدعوة ووصل إلى فلسطين فاستقرَّ فيها هو وزوجته، ولكن حصلت مجاعة في فلسطين فذهب إلى مصر ،حيث أنها من البلاد الأمنة 

كيف حصلت سارة على هاجر جارية لها؟

وفي مصر ابتُلي سيدنا إبراهيم  بالعديد من  الابتلاءات حتَّى إنَّ ملك مصر الظَّالم أراد أن يأخذ سارة من إبراهيم ولكنَّها كانت تدعو الله أن يُبعد أذاه عنها، وفي كل مرة أراد أن يأخذها كان يبتليه الله -تعالى- بالصرع وتشل يداه فيعتذر لها.. فخاف ذلك الظالم وظنَّ أنَّها ساحرة وحتى يأتمن شرها أهدى لها جارية اسمها ((هاجر)) فأخذتها هي وإبراهيم عليه السلام ومضيا في طريقهما للدعوة .

زواج النبي إبراهيم من السيدة هاجر

مضى على زواج سيدنا إبراهيم بسارة قرابة عشرين عامًا، ولكنَّ الله  لم يأذن أن يكون لهما ولد، فأحبت سارة أن ترى لإبراهيم ولدًا فأهدته هاجر كي يتزوجها وبالفعل تزوجها .. وولدت له ولدًا ذكرًا سماه .. إسماعيل عليه السلام 

بعد ولادة سيدنا إسماعيل أراد المولي أن يرزقها بغلام جزاء لها علي إيمانها وصبرها .. فأنزل البها ملائكته تبشرها بغلام فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم فقالوا كذلك الله يفعل ما يريد.. ورزقها الله بسيدنا إسحاق أبو يعقوب عليهما السلام 

ابتلاء إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه

 لحكمة قدرها الله أمر الله سيدنا إبراهيم بالهجرة إلي مكة مع زوجته هاجر وابنهما اسماعيل وأن يتركهما في الصحراء لا زرع ولا ماء ولا حياة. حينئذ سألته هاجر هل الله أمرك أن تدعني وهذا الصبي في هذا المكان الموحش؟! فأجابها نعم ، فقالت إذن لا يضيعنا الله .. وقد كان.. فرزقهم الله ببئر زمزم وأنبت لهما الزرع وجعل القبائل تهوي إليهم،.فكبر وترعرع سيدنا اسماعيل في مكة .

وفي يوم رأى إبراهيم في منامه رؤيا تأمره بذبح ولده فذهب لزيارة ولده، وأخبره بما حدث، فردّ عليه قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ 

ففرح إبراهيم بجواب ابنه وأخذ ولده ليذبحه وهنا سمع إبراهيم صوتا يناديه (إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) وصارت الأضحية من مناسك الحج وسنة للمسلمين في عيد الأضحي حتي اليوم

بناء الكعبة المشرفة

 ولمَّا كبر إسماعيل جاء إليه والده إبراهيم -عليهما السلام- وقال له: يا إسماعيل، إنَّ الله أمرني بأمرٍ، فقال له إسماعيل: افعل ما أمرك الله به، فقال له إبراهيم: هل تعينني؟ 

فقال له إسماعيل: نعم أعينك، فقال له إبراهيم: إنَّ الله أمرني أن أبني بيتًا هنا.فبدأ إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- ببناء الكعبة المشرفة ووضع قواعدها، وعندما كانا يبنيانها كانا يُرددان: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} 




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-