شائع

قصة نوح عليه السلام.. وتفسير سورة نوح

سبب النزول 

 -نزلت على سيدنا محمد  ، وهو في مكة قبل أن يهاجر إلى المدينة، نزلت عليه عندما كان يلاقي الأذى والتكذيب من المشركين.

- لتوضح له قصة نبي من الأنبياء الذين سبقوه، عانده قومه ولم يؤمن معه منهم إلا عدد قليل بعد فترة طويلة من سنوات الدعوة .

قصة نبي الله نوح عليه السلام

- أحد أولي العزم من الرسل، كان بين آدم ونوح عليهما السلام ، (10قرون) كلهم على الإسلام والتوحيد

- هو أول رسول بعثه الله إلى الأرض.كانت فترة دعوته هي الأطول بين جميع الأنبياء ، حيث بلغت (950) سنة.

- لقب (أبو البشر الثاني) : تكريما له ، لأن الله جعل سلالة نوح عليه السلام هي الباقية من الذين نجوا في السفينة . 

- كانت أمة سيدنا نوح عليه السلام هي أولى الأمم المشركة على الأرض ، فكان هو أول من من اختاره الله لحمل الرسالة .فخرج على قومه ووضع قومه أمام حقيقة الألوهية..وأن هناك إله وحده هو الذى يستحق العبادة هو (الله).

.. أفهمهم أن الشيطان قد خدعهم زمنا طويلا، وأن الوقت قد جاء ليتوقف هذا الخداع،وأن هذه الأصنام الخمسة تعود في الأصل لأسماء عباد مؤمنين صالحين من قوم نوح أسماؤهم (ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا)فلما ماتوا وجد الشيطان بابًا يوسوس لهم منه، فجعلهم يصنعون أصناما بأسمائهم ليعبدوها ، وبالفعل صنعوها وعبدوها.. 

واستمر الصراع بين الكفار ونوح زمنًا طويلًا وقومه يسفّهونه ويكذّبونه، وجاء يوم أوحى الله إليه، أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن، أوحى الله إليه ألا يحزن عليهم ثم أصدر الله حكمه على الكافرين بالطوفان

أوحى الله تعالى إلى عبده نوحًا أن يصنع سفينة، وبدأ نوح  يزرع الشجز ليصنع منه السفينة، وبدأ نوح يبني السفينة وكلما مر عليه الكفار فيرونه وهو يصنع السفينة، سخروا منه قائلين: نحن في صحراء وليست هناك أنهار أو بحار. كيف ستجري هذه السفينة يا نوح..؟! وترتفع ضحكات الكافرين  وتزداد سخريتهم 

وانتهى صنع السفينة، وجلس نوح ينتظر أمر الله. وأوحى الله إلى نوح أنه إذا فار التنور - أي البركان - فهذه علامة على بدء الطوفان.. وجاء اليوم الرهيب، فار التنور. وأسرع نوح يركب السفينة ويدعو المؤمنين للركوب معه وأخذ من المخلوقات من كل زوجين اثنين، لضمان بقاء النوع على الأرض .

لم تكن زوجة نوح مؤمنة به فلم تصعد، وكان أحد أبنائه (حام) كافر فدعاه نوح للركوب ولكنه رفض وقال سآوي إلي جبل يعصمني من الماء ، فدعا ربه أن يهديه للركوب معه ، لكن الله أعلمه أنه عمل غير صالح فامتثل لأمر ربه وسار بالسفينة ومن معه .

وارتفعت المياه من فتحات الأرض بكميات لم تر مثلها الأرض وانهمرت من السماء أمطار غزيرة (فالتقي الماء علي أمر قد قدر) ، وارتفعت المياه ،وغطت سطح الأرض كله ، واستمر الطوفان، يحمل سفينة نوح، ولم يعد باقيًا من الحياة والأحياء غير هذا الجزء الخشبي من سفينة نوح (وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ). 

حتي استوت السفينة علي الجودي (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ) استقرت السفينة ثم أطلق نوح سراح الطيور..ونزل المؤمنون بعد ذلك وجعل الله سلالة نوح عهي الباقية من الذين نجوا في السفينة

تفسير سورة نوح 

تتحدث الآيات (1-4) إرسال سيدنا نوح وتكليفه بالدعوة

إن الله هو الذي أرسل سيدنا نوح إلى قومه لينقذهم من العذاب الأليم  إذا استمروا على كفرهم 

 قال نوح : يا قوم إني رسول الله إليكم ، فاعبدوا الله وحده ، واتركوا محارمه ، واجتنبوا مآثمة ، وأطيعوني فيما أمرتكم به من طاعة الله ، وترك عبادة الأصنام 

أنكم إذا فعلتم ما آمركم به ، غفر الله لكم ذنوبكم، ومتعكم في الدنيا متاعا حسنا إلى أجل مسمى (حتي الموت) وعمر الإنسان محدود لو أدركتم هذا لسارعتم إلى الإيمان بلا تردد 

تبين الآيات (5-9) دعوة سيدنا نوح واستكبار قومه  

اشتكي نوح عليه السلام إلي الله تعالي بأنه دعا قومه ليلا ونهارا امتثالا لأوامره ، ولكن دون استجابة .

فقال عليه السلام : إني كلما دعوتهم إلي الحق ليكون سببا في مغفرة ذنوبهم فروا منه وحادوا عنه، وسدوا آذانهم لئلا يسمعوا دعوتي . وغطوا رؤوسهم ووجوههم بثيابهم لئلا يسمعوا كلامي .

واستخدم معهم نوح عليه السلام  كل الوسائل: فدعاهم وهم مجتمعون، ودعاهم سرا وعلانية ، ودعاهم بصوت عال و منخفض .. إلا أنهم استمروا على الشرك والكفر

توضح الآيات (10-20) ، تذكير قومه بأنعُم الله عليهم 

أنّ الله يغفر الذنوب عند توبة عباده.فإنكم إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه ،غفر لكم ذنوبكم جميعا التي اقترفتموها قبل الإسلام (أي: التوحيد) وأنزل عليكم مطرأ متتابعا ، يحيي البلاد والعباد .

وأعطاكم الأموال وما تطلبون من الدنيا وأعطاكم الأولاد ، وجعل لكم جنات وبساتين فيها أنواع كثيرة من الثمار تجري الأنهار الجارية من خلالها .

ثم دعاهم بالترهيب فقال ما لكم لا تخافون لله عظمته وكبرياءه وهو القاهر فوق عباده ، إن الله خلقكم خلقا من بعد خلق ، في بطن الأم ، ثم في الرضاع ، ثم في سن الطفولة ، ثم التمييز ، ثم الشباب ، ثم الشيخوخة ،ثم تردون إليه . 

ألم تشاهدوا يا معشر القوم عظمة الله وقدرته ، كيف أن الله العظيم الجليل خلق سبع سموات متطابقة فوق بعض ، وهي في غاية الإبداع والإتقان 

- وأن الله تعالى جعل القمر في السموات السبع نورا .وجعل الشمس مصباحا مضيئا يستضيء به أهل الدنيا كما يستضيء الناس بالسراج في بيوتهم .

الله تعالي خلق أباكم آدم من التراب وأنتم من صلبه ثم يرجعكم إلى الأرض بعد موتكم فتدفنون فيها ، ويوم القيامة يعيدكم  مرة أخري ليحاسبكم .

-وأن الله تعالي بسط الأرض ومهدها وثبتها بالجبال الراسيات، وخلقها لكم لتستقروا عليها ، وتسلكوا منها أي مكان من نواحيها وأرجائها وأقطارها .

جاءت الآيات (21-24) تبين إصرارهم على الكفر 

بالرغم من كل الجهود التي بذلها سيدنا نوح -عليه السلام لم يستجب له قومه ، بل أطاعوا أسيادهم الذين يملكون الأموال الكثيرة والأولاد  والنفوذ  

وهؤلاء الأسياد الكفار كانوا يقومون بالمكائد الكبيرة ليمنعوا الناس من اتباع نوح -عليه السلام بشتي الطرق . 

وكانوا يقولون لأتباعهم : لا تتبعوا دين نوح و لا تتركوا عبادة هذه الأصنام الخمسة :( ودا ، وسواع ، ويغوث ، ويعوق ، ونسرا ) . 

في الآيات (25-28) دعائه على الكفار ودعائه لنفسه وللمسلمين . 

بسبب إجرامهم وكفرهم وإصرارهم على ذلك أغرقوا بالطوفان ، ثم نقلت الأرواح إلى النار .ولم يكن لهم معين ولا ناصر ينقذهم من عذاب الله ، 

و دعا سيدنا نوح -عليه السلام- ربه بالهلاك لهم جميعا، وأن لا يبق منهم أحدا على ظهر الأرض، لأن نسلهم سيكون سبباً في ضلال الناس، وسينقلون الكفر إلى أبنائهم.

ثم دعائه -عليه السلام- لنفسه ولوالديه وللمؤمنين ولمن دخل بيته آمنا بالرحمة والمغفرة . ودعاؤه على الظالمين بالهلاك والخسارة في الدنيا والآخرة .

 سورة نوح كاملة بالتشكيل 

بسم الله الرحمن الرحيم 

إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿۱﴾ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴿۲﴾ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ ﴿۳﴾ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۚ إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ ۖ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٤﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا ﴿٥﴾ فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا ﴿٦﴾ وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا ﴿٧﴾ ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا ﴿۸﴾ ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا ﴿۹﴾ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴿۱۰﴾ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ﴿۱۱﴾ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴿۱۲﴾ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴿۱۳﴾ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ﴿۱٤﴾ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ﴿۱٥﴾ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴿۱٦﴾ وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ﴿۱٧﴾ ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ﴿۱۸﴾ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا ﴿۱۹﴾ لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا ﴿۲۰﴾ قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا ﴿۲۱﴾ وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا ﴿۲۲﴾ وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ﴿۲۳﴾ وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا ۖ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا ﴿۲٤﴾ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا ﴿۲٥﴾ وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴿۲٦﴾ إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴿۲٧﴾ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ﴿۲۸﴾


   




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-