شائع

الدعاء يغير القدر


هل تتغير الأقدار ؟
أو ما علمت أن الدعاء يصارع الأقدار ، وأن ثمة دعاء من قوته والحاح صاحبه وشدة توسله يغلب أقدارا تنزلت وشرفت علي الوقوع... 

ثق أن الدعاء يعيد ترتيب المشهد .. ولا يرد القضاء إلا الدعاء ،فاطلبوا من الله المستحيل فهو ( القادر ) 

الدعاء.. يغير القدر 

قال تعالى:"إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ".

قال تعالي ﴿يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ  [الرعد: 39] 

وقال رسول الله ﷺ : (لا يرد القضاء إلا الدعاء) .

قال رسول الله ﷺ : (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء)، 

وقال أيضاً - : (لا يزال القضاء والدعاء يعتلجان ما بين الأرض والسماء).

ومعنى: (يعتلجان) أي: يتصارعان، فأيهما غلب أصاب

 ونحن هنا سنقف مع احتمالاتٍ ثلاثة

1 - أن يكون الدعاء أقوى من البلاء، فيَصرعه (والدُّعاء القويُّ هو الدعاء المستوجِب لشروط القبول).

2 - أن يكون الدُّعاء بنفس قوَّة البلاء (وهنا يتصارعان حتى قِيام الساعة).

3 - أن يكون الدُّعاء أضعفَ من البلاء (وهنا سيَنزل البلاء، لكنَّه سيخفف منه).

مثال : شخص طلب الغني سيخفف إلي متيسر الحال 

شخص سيصيبه مرض مزمن سيخفف إلي مرض يعالج بأبسط أنواع الأدوية... 

واعلم -أخي الكريم- أن الدعاء من قضاء الله؛ لأن الله لو لم يشأ لك أن تدعو لن تستطيع أن تدعو، ولذلك القضاء من الله والدعاء أيضاً من الله.

اطلبوا من الله .. فإنه سميع قريب

إن الله ليستحي من عبده إذا رفع إليه يديه بالدعاء أن يردها .. فلماذا لا نرفع سقف دعائنا له .

تأملوا سقف أدعية الأنبياء 

يسألون الله تعالي المستحيلات ..لأنهم يدركون معني اسم (الوهاب) .

 سيدنا سليمان عليه السلام  

﴿ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ﴾ .

والنتيجة : أن الله تعالي جمع له الملك والنبوة والعلم والحكمة .. وسخر له الريح والجن والطير والإنس والخيل...  

 سيدنا يونس عليه السلام .

تأملوا سيدنا يونس عليه السلام عندما قُذف به في البحر ليلاً، فالتقمه الحوت، وكان من المستحيل .. أن يخرج أو أن يبقي حيا .

ولكنه دعا ربه (القادر)  ﴿..فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ 

والنتيجة: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ

سيدنا زكريا عليه السلام 

 ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾

والنتيجة: ﴿ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ

سيدنا أيوب عليه السلام

فقد ابتلاه الله بمرض شديد في جسده، فضلاً عن فقد ماله وأهله وولده ، فدعا ربه ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ

والنتيجة: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ

وهذه الأمثلة علي سبيل المثال لا الحصر.. 

هل من الزهد التواضع في الدعاء ؟

ليس من الزهد التواضع في الدعاءرفعوا سقف دعائكم في الدنيا ، فإنه قادر.. 

وارفعوه في الآخرة واسألوه الفردوس الأعلى ولا تترددوا.. حتي لو رأيتم أنكم لا تستحقونها . فأنتم تتعاملون مع ( الوهاب )  .

عبادة حسن الظن بالله 

هي عبادة أغفل عنها الكثيرون لكن الله يحب أن نعبده بها إنها عبادة (حسن الظن بالله) .

 فإذا دعا الله عز وجل ظن أن الله سيجيب دعاءه ، وإذا أذنب وتاب واستغفر ظن أن الله سيقبل توبته ويقيل عثرته ويغفر ذنبه .

وإذا عمل صالحاً ظن أن الله سيقبل عمله ويجازيه عليه أحسن الجزاء ، كل ذلك من إحسان الظن بالله عز وجل .

قال  (ادعوا الله تعالى وأنتم موقنون بالإجابة ) 

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ"، وعنه صلى الله عليه وسلم:" إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء؛ فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد" 

فأحسنوا الظن بالله .. وادعوه يستجب لكم .






حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-