شائع

قصة ذي القرنين من آلقرآن الكريم


من هو ذو القرنين ؟

ذُو القَرنَين: كان ملكًا عادلًا وعبدًا صالحًا من عباد الله ولكنه ليس نبي ولا من الأولياء فهو لا يملك معجزات ولا شيء خارق .

إنما ميّزه الله تعالى بالتمكين في الأرض حيث "ملك الأرض من المشرق إلي المغرب ".

ويسر الله تعالي له كل الأسباب التي تجعله يستطيع أن يكون ملكا ويتصرف كما يريد  "جيوش مجهزة ، علم ، قوة امكانيات مادية ومعنوية  .. " قال تعالى ﴿ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ﴾.

فكان ذو القرنين يتّبع هذه الأسباب ويمشي في الطريق الذي مهده له الله تعالى ليصل الـى مُراده ..قال تعالى:﴿ فأتبع سببا..

ورغم القوة التي يتمتع بها لم يظلم بشر ولم يعتمد على ملكه بل سعى في كل الأرض حتى يدعو إلى التوحيد بالله ، وارساء دولة العدل .

لماذا لقب بذي القرنين ؟ 

لأنه بلغ قرني الشمس شرقًا وغربًا، وملك ما بينهما من الأرض

فقد كان يتحرك ذو القرنين بجيوشه من المشرق إلي المغرب غازيا فاتحا، محاربا مجاهدا، وسار النصر في ركابه في كل مكان يدخله .

ما يقال علي أن ذو القرنين هو الاسكندر المقدوني؟!

يكون الرد : بأن الكلام هنا عن رجل مؤمن (أما من آمن وعمل صالحاً) ، فيكون ذو القرنين .

والاسكندر المقدوني كان وثنياً وتلميذ أرسطو الفيلسوف. فيتم نفي هذا التخمين.

         رحلة ذو القرنين نحو المغرب 

تحرّك ذو القرنين بجيوشه إلى المغرب حتي انتهى إلى عين ( اختلط ماؤها وطينها ) فتراءى له أن الشمس تغرب فيها وتختفي وراءها . 

وهذا يدل علي أن ليس وراء هذه العين مكان للغزو ، ولا سبيل للجهاد ، وكاد أن يتركها .

ولكنه رأى عندها قوما ظالمين وغلاظ ، وكبر عليه ظلمهم وفسادهم، فخيّره الله بين قتالهم أوإمهالهم ودعوتهم للعدل والإيمان .

فكان قرار ذي القرنين الحكيم أنه سوف يرشدهم إلي طريق الحق والعدل ، وبعد ذلك يمهلهم ..

١- فمن ظلم فيهم بعدها فسوف يعذبه في الدنيا ويشدد عليهم في الأعمال الشاقة والضرائب ، وفي الآخرة فسوف يرد إلي ربه فيعذبه عذابا شديدا. 

 ٢- وأما من آمن معه وصدقه واتبع طريق الحق فجزاؤه الحسني وسنتعامل معه بالقول الحسن ونحسن له ونكلفه بما فيه اليسر .

وقام فيهم مدة ضرب فيها على يد الظالم، ونصر المظلوم، وأخذ بيد الضعيف، وأقام صرح العدل، ونشر لواء الإصلاح

وقد وضع لهم دستور الحكم العادل قال تعالى:

قالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً (٨٧) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنا يُسْراً (٨٨) .

ومن هنا  بدأ ذو القرنين يُرسي العدل ويمحو دولة الظلَم بدولة جديدة على أُسس مُنصفة .

رحلة ذو القرنين إلي المشرق 

"وكما حكم ذو القرنين في بلاد الغرب اتجه ليحكم بلاد المشرق، فوصل بجيشه لأول منطقة تطلع عليها الشمس.

وكانت أرضاُ مكشوفة ليس بها أشجار عالية، ولا مرتفعات تحجب عنها أشعة الشمس، فكان أهلها يعانون من وهج الحر الذي يحرق أجسادهم .

وكانوا لا يملكون سوى القليل من الملابس التي لا تكفي لتغطية أبدانهم من الشمس ، ولم تكن عندهم مساكن تحميهم من الشمس . ولا يعلم حالهم إلا الله تعالي﴿ كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا 

وهناك حكم ذو القرنين بنفس منهجه العادل، "وعلمهم كيف يزرعون أشجارا تظلهم، وكيف يغطون أجسادهم حتى يحفظونها، وكيف يبنون أبنيه ويحتمون بها."

فبسط حكمه عليهم ونفّذ فيهم دستور العدل ،الذي سبق ذكره في بلاد المغرب (مكافأة المحسن ، ومعاقبة المسيء ) ثم تركهم ﴿ ثم اتبع سببا

وصول ذو القرنين بين السدين 

وصل ذو القرنين إلي "بين السدين" وهو مكان يقع بين جبلين يسكنه قوم لهم صفات معينة فما هي ؟

 ﴿لايكادون يفقهون قولا﴾ كانوا يتحدثون بلغة غريبة وصعبة لا يستطيع أحد أن يفهمها .  

كانت قبيلة يأجوج وماجوج تجاورهم وكانت تغير عليهم وتنهب خيراتهم ..فقد كانوا مفسدين ..

كما أنهم من هول المصيية التي يعيشونها معهم أصبحوا غير قادرين عن التعبير عن وضعهم."

من هم قبيلتي يأجوج ومأجوج ؟

إنهم أشرار يؤذون الناس ويسلبون أموالهم ويقتلوهم ويشردوهم .. ووظيفتهم أن يخرجوا على هؤلاء القوم لأخذ خيراتهم وذبحهم...وذلك منتهى الفساد 

ومن أسمائهم تشعر بالغلظة ، فيأجوج: من تأججت النار، ومأجوج: من ماجت الماء مثل الطوفان الذي يُغرق كل شيء، فهم قبيلتين مفسدتين في الأرض".

ماذا فعل هؤلاء القوم مع ذي القرنين ؟

هم قوم مؤمنون ، يمتلكون الكثير من المال والخيرات ..، ولكنهم كانوا جهلاء في العلم

هم يعرفون ذي القرنين جيدا ، فقد كان مشهورا بإرساء طريق الحق و القضاء على الظلم والمفسدين

ووعدوه أن يعطوه أي شيء من الأموال وغيرها .. مقابل عونه لهم في بناء سدا يحميهم من قدوم يأجوج ومأجوج .

وافق ذو القرنين على مساعدتهم ورفض أي مقابل مادي على ذلك وقال إن العلم الذي منحه لي الله خير من أموالكم ﴿ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ 

فقط ساعدوني بقوتكم لأن المهام كبيرة وصعبة وتحتاج لقوى عاملة كثيرة ، بالإضافة الى جنوده الكثيرة اعدادهم.﴿فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا﴾.

بدأ العمل ...

أمر ذو القرنين ببناء الردم , دون أن يأخذ من مالهم شيئا، ولم يكلفهم سوي بالمشاركة بمجهودهم .

فكان عليهم حمل الحجارة من الأماكن البعيدة وخلطها بالحديد ثم يوقد فيها ناراُ شديدة حتى ينصهرا .

ووضعوا قطع الحديد في الفتحة عند قمتي الجبل، ثم أوقدوا النار علي الحديد كما أمرهم ذو القرنين أن يفعلوا، وبعد ذلك سكبوا عليه نحاساُ مذاباُ ليلتحم وتشتد صلابته .

مما نتج عنه :

- بناء ردم منيع وقوي جدا يصعب كسره و لا حتى قوم يأجوج و ماجوج الأقوياء.

- جعل ظاهر الردم أملس فأصبح من المستحيل على أي أحد أن يتسلقه أو ينقبه من الأسفل.  ﴿ فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴾ .

وبهذا سد الطريق على قبائل “يأجوج ومأجوج” ولم يتمكنوا من هدمه أبدا ، أو تنقيبه لقوته وصلابته .

ومن ذلك الزمن قوم يأجوج ومأجوج محبوسين في مكانهم على الأرض وخروجهم منه سيكون من علامات الساعة الكبرى ﴿ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴾ .

قصة ذو القرنين في القرآن الكريم

قال الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا(87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89).حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ ونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98))  الكهف.







حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-