بعث الله تعالى نبيه شعيباً عليه السلام لقوم مدين ، فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فقال{ يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره } .
ونهاهم عن فعل هذه الأعمال القبيحة{أوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ولا تقعدوا بكل صراط توعدون}
كان شعيب يدعوهم بأسلوب طيب، ويخاطب فطرتهم والخير الكامن في نفوسهم، فيقول لهم:{يا قوم إني أراكم بخير، بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين} .
وأخذ شعيب يذكرهم بنعم الله إذ كانوا قليلين فكثرهم ، وحذرهم من عاقبة المفسدين فقال:{ واذكروا إذ كنتم قليلاً فكثركم وانظروا كيف كانت عاقبة المفسدين }
وأخذ يدعوهم مُشفقًا ناصحًا لهم ويذكزهم بما حدث للأقوام من قبلهم {وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ}
كيف قابل أهل مدين دعوة نبي الله شعيب ؟
–لقد قابل قوم مدين دعوة نبيهم بالرفض وسخروا منه ومن دينه وأنهم لن يتركوا عبادة آبائهم وأن مالهم ملك لهم وليس لدعوته{يا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ}
عجز قوم شعيب عليه السلام أمام فصاحته
– عجز القوم أمام منطق وفصاحة شعيب واتهموه بالضعف ولولا عشيرته لرجموه{قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيز }وكان ضعيفا لأن الفقراء هم من اتبعوه
– فقال: ياقوم أقبيلتي أعز عليكم من الله؟ تحسبون حساب العشيرة ولا تخافون من حساب الله المحيط بكل شيء؟ ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا ۖ إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾
ودخلوا في مرحلة التهديد ..
–تعرض قوم مدين بالإيذاء والبطش للمؤمنين الذين اتبعوا شعيبا كي يعودوا لملتهم ونصبوا العدواة والشقاق لشعيب ومن معه
–واشتدت عداوة القوم لشعيب فهددوه أولا : بالقتل ثم الطرد من القرية ثم التخيير فخيروه بين التشريد أو العودة في ملتهم {قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا } .
– رد شعيب قائلا : والله لا نعود في ملتكم أبدا بعد إذ هدانا الله يا قوم اعملوا علي مكانتكم عند الله {يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب }
وجاء أمر الله ..
– بدأ قوم مدين يطالبوا نبيهم أن ينزل عليهم العقاب إن كان من الصادقين، ويعجزونه ..
– توجه شعيب إلي الله بالدعاء وظل ومن معه يدعون الله أن ينصرهم على الكافرين {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين }
عذاب يوم الظلة
–استجاب الله لدعوة نبيه، وأوحى إليه أن يخرج هو ومن آمن معه من القرية وخرج شعيب والذين آمنوا معه من القرية ونزل العقاب..
نجاة شعيب عليه السلام والمؤمنين
– ونجى الله شعيباً والذين آمنوا معه برحمة منه وأصبح قومه هم الخاسرون { وأصبح الذين كذبوا شعيباً هم الخاسرون} .
– نظر شعيب عليه السلام إلى قومه بعد هلاكهم حزينًا قائلا {فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ}.
– توفي شعيب عليه السلام عن عمر يناهز 242 عاما ،ويقال أن مقام وضريح النَّبي شُعيب يقع في منطقة وادي شعيب جنوب مدينة السلط في الأردن .