شائع

آية الكرسي فضلها وتفسيرها وأسرارها

سيدة القرآن الكريم   


 – آية الكرسي هي الآية 255 من سورة البقرة، و عُرفت باسم "سيدة القرآن الكريم" .

– قراءتها فيها عبادة لله وراحة للقلب، وفيها توجد القاعدة الأساسية للدين الإسلامي وهي "التوحيد الخالص لله -تعالى-" الله لا إله إلا هو الحي القيوم"  

– وفيها أيضًا علاج للعديد من الأمراض الجسدية والنفسية  والعضوية ، وهي مكونةٌ من خمسين كلمةً كل كلمة فيها بركة ، ففيها خمسون بركةً من الله تعالي 

 فضل آية الكرسي  

الحافظة والكافية: ‏أنها تحفظ القارئ لها من العين والسحر والمس؛  إذ إن الله جعلها حرزًا من الشيطان، والجن، والسحرة، والمشعوذين قال رسول الله (من قالها حين يصبح أًجير من الجن حتى يمسي ومن قالها حين يمسي أًجير منهم حتى يصبحرواه النسائي ، وصححه  الألباني 

تحفظ العبد عند النوم : فمن يقرأها في الفراش قبل النوم عن نفسه أو عن أولاده يحفظهم الله تعالى ولا يقربهم الشيطان حتى يصبحوا ، قال رسول الله  (إذا أوَيتَ إلى فِراشِكَ فاقرَأ آيَةَ الكُرسِيِّ، لَن يَزالَ معكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، ولا يَقرَبُكَ شيطانٌ حتَّى تُصبِحَ ) وأن رسول اللهﷺ كان يقرأها عند النوم؛ ليدفع بها الشياطين.

– سبباً لدخول الجنة : عن أبي أمامة قال: قال رسول الله ﷺ : «من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت " أي : عند قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة مفروضة يصبح بينك وبين الجنة الموت فقط .فهل يوجد أعظم من دخول الجنة؟!

– مفتاحًا لبوابات الخير و الرزق والبركة في الدنيا: عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله  : "أن  رجلا أتى النبي فشكا إليه أن ما في بيته ممحوق من بركة فقال: أين أنت من آية الكرسي ؟.. ما تليت على طعام ولا إدام إلا أنمى الله بركة ذلك الطعام والإدام ". فهي تبارك الشيء الذي تتلي عليه .

– حارسة للمنزل : لمن قرأها في زوايا بيته الأربع تكون للبيت حارسة وتخرج منه الشيطان، عن أبي هريرة أن رسول الله  قال: «سورة البقرة فيها آية سيدة آيات القرآن لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلا خرج منه: آية الكرسي» .

 – تستخدم كما ورد عن النبي ﷺ: في الرقية الشرعية، وفي أذكار الصباح والمساء للتحصين من العين، والحسد، والشرّ بعمومه.

– تجني آلاف الحسنات : عن ابن مسعودٍ رضيَ اللَّه عنهُ قالَ : قال رسولُ اللَّهِ ﷺ : " منْ قرأَ حرْفاً مِنْ كتاب اللَّهِ فلَهُ حسنَةٌ ، والحسنَةُ بِعشرِ أَمثَالِهَا لا أَقول : الم حَرفٌ ، وَلكِن : أَلِفٌ حرْفٌ، ولامٌ حرْفٌ ، ومِيَمٌ حرْفٌ » رواه الترمذي. وآية الكرسي احتوت علي خمسين كلمة. 

 ‏– ‏أنها احتوت على اسم الله الأعظم ، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطي ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك  "ثم اذكر مسألتك)  .

لماذا هي سيدة آيات القرآن ؟   

– هي سنام القرآن: قال الرسولﷺ عنها (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ، لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامٌ وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ). ‏

–  (آية الكرسي) لها اسم خاص بها ، لا يوجد أي آية لها اسم خاص بها  في القرآن الكريم إلا هي بالإضافة إلى فضل (سورة البقرة) التي تقع فيها .

هي أعظم آية كما ذكر النبي  عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله ﷺ "يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟" قال: قلت الله ورسوله أعلم قال "يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟" قال: قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم، قال فضرب في صدري وقال: "والله ليهنك العلم أبا المنذر" أي: هنيئاً لك بالعلم!  رواه مسلم .

     لماذا سميت بآية الكرسي؟

 – لِما ورد فيها من ذكر الكرسيّ ،قال تعالى: «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ»، ولم يرد ذكر الكرسي في غير هذا الموضع من القرآن كلّه .

– يقصد بالكرسي أساس الحكم وهو من الرموز التي تخص الملك "الألوهية المطلقة"، فإذا وسع كرسيه السماوات والأرض فقد وسعهما سلطانه وعظمته ، وهذا كناية عن عظم قدرة- الله تعالي- ونفوذ إرادته وواسع علمه وكمال إحاطته .

–آية الكرسي: رفعها الله في بدايتها باسمه (الله) وفي نهايتها باسمه (العلي العظيم) ، لذا فهي ترفع كل من تعلق بها واستمسك بها ، كما قال النبي ﷺ "أنها سبب لحفظ من يحفظها ، كما أنها ترفع مكانته عند الله لتصل به لأعلى المنازل وأسماها ".

التفسير ومعاني الكلمات  

﴿الله لا إله إلا هو﴾:

أي: لا خالق ولا معبود بحق وصدق إلا (الله) عز وجل وكل ما سواه باطل 

 وهذه الآية أصل في التوحيد: فالله واحد أحد لا شريك له ،ومعناه : النهي عن عبادة أي شيء غير الله 

﴿ الحي القيوم﴾

(الحي) : الذي لا يموت، لم تحدث له الحياة بعد الموت، ولا يعتريه الموت بعد حياة وسائر الأحياء سواه، يعتريهم الموت والعدم، فكل شيء هالك إلا وجهه سبحانه وتعالى.

(القيوم)قائم بتدبير جميع شؤون الخلق، وهو القائم على كل شيء ، في إيجادهم وأرزاقهم وجميع ما يحتاجون إليه..."

﴿لا تأخذه سنة ولا نوم﴾:

هذا من تمام حياته وقيوميته، أنه تبارك وتعالى (لا تأخذه سنة ولا نوم)، أي: لا يعتريه نعاس ولا نوم؛ لأنهما من أعراض البشرية، والله تعالي بخلاف ذلك .. 

﴿له ما في ٱلسمٰوٰت وما في ٱلأرض﴾

لما كان الله سبحانه وتعالى دائم القيام في ملكه، وليس لأحد معه تعالى فيه شركة ولا لأحد عليه سلطان، لذا فإن: جميع ما في السماوات والأرض ملكه وحده، يتصرف بحكمته وقدرته وعنايته فيهم كيف يشاء تحت قهره وسلطانه .

﴿ من ذا ٱلذي يشفع عنده إلا بإذنه ﴾

أي: ليس لمخلوق كائنا من كان، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل: شفاعة ولا ضراعة عند الله عز وجل إلا برضاه وبعد إذنه، فإن (الشفاعة) كلها لله وحده وهذا من عظمته وجلاله وكبريائه عز وجل أنه لا يتجاسر أحد على أن يشفع عنده إلا بإذنه .

﴿يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم﴾

أي: إن الله عز وجل عالم بكل ما في السماوات وما في الأرض من شؤون خلقه؛ ويعلم ما بين أيدي الخلائق من الأمور المستقبلية ، وما خلفهم من الأمور الماضية.

﴿وسع كرسيه ٱلسمٰوٰت وٱلأرض﴾

–فالكرسي يستخدم عادة في معنى الملك، فإذا وسع كرسيه السماوات والأرض فقد وسعهما سلطانه وعظمته . وهذا كناية عن عظم قدرة- الله تعالي- ونفوذ إرادته وواسع علمه وكمال إحاطته.

﴿ولا ي‍ؤوده حفظهما﴾:

أي: إن الذي خلق ما في السماوات وما في الأرض من مخلوقات كثيرة، لا يشق عليه عز وجل حفظها ولا يعجز عن رعاية ما أوجده فيهما ولا يثقله تعالى تسيير شؤونهما حسبما قضاه وقدره فيهما .

﴿وهو ٱلعلي ٱلعظيم﴾

أي: أن الله تعالى العلي فوق خلقه، فلا يعلو الى مقامه الرفيع أحد، وهو أيضا الكبير ذو الهيبة والجلال المتعالي بعظمته جل جلاله على كل عظيم.

متى نزلت؟

–نزلت آية الكرسي في المدينة المنورة في الليل، ويقال إنّ جميع الأصنام في الدنيا خرت لنزولها، كما أنّ جميع الشياطين، لاذت بالفرار حين نزولها لفضلها وقدرها عند المولى عز وجل.

 أسماء الله الحسنى فيها

ومن أسرار عظمة آية الكرسي أنه قد ذكر فيها بعض أسماء الله الحسنى، وهي :-

الله : وهو اسم جامع لكل معاني الألوهية وصفات الكمال.

الحي : ويشير الاسم إلى حياة الله الكاملة العظيمة.

القيوم : وهو الذي يستغني عن جميع خلقه ويقوم بنفسه، ويقوم بجميع الموجودات.

العليّ : ويدل هذا الاسم على ثبوت جميع معاني العلوّ له، علوّ لذاته، وعلو القدر والشأن، وعلو القهر والغلبة.

العظيم : يدل على جمع الله تعالى لكافة صفات الكبرياء والعظمة.

–ومن هذا نرى كيف أنه ترجع عظمة هذه الآية لجمعها لأصول الأسماء والصفات، كالوحدانية، والإلوهية، والعلم ، والقدرة، والملك، والإرادة، وغيرها.




 ‏





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-