شائع

فضل الصدقة .. من القرآن والسنة


تُعد الصدقة من الأعمال الخيرية التي تقرب الإنسان إلى رضى الله تعالى ، وهي من الأعمال البسيطة التي يمكن للإنسان أن يقوم بها يومياً لكسب رضا الله وزيادة الاجر   .

            فوائد الصدقة من القرآن والسنة 

– الإنفاق في سبيل الله سببٌ للنّجاة يوم القيامة، قال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ)


– المُنفق لا يُصيبه الخوف والحزن، قال -تعالى-: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ). 

– الصدقة سببٌ لتكفير الذنوب والآثام ومغفرتها، قال -تعالى-: (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّـهُ بما تعملون خبير) 

– الصدقة سببٌ في حصول البِرّ والصّلاح، قال -تعالى-: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ....ٌ).

– وعْد الله -تعالى- المُنفقين بالأجر العظيم والثواب الكبير، وهو الفوز بالجنة، قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ)

– بَشّر الله عز وجل المتصدق بالعاقبة المحمودة في الآخرة قال تعالي: (وَالَّذينَ صَبَرُوا ابتِغاءَ وَجهِ رَبِّهِم وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقوا مِمّا رَزَقناهُم سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدرَءونَ بِالحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولـئِكَ لَهُم عُقبَى الدّارِ). 

– وَعْد الله عز وجل بتعويض المنفقين وحفظ حقّهم في الدنيا والآخرة في قوله -تعالى-: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).

– إعطاء الله عز وجل المنفقين ما يُفرحهم ويسرّهم من قُرّة العين، قال تعالى-: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ* فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

– وصْف الله عز وجل المُنفقين بالمُتّقين، قال تعالي: (ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُون الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ).
 
– المنفقين في سبيل الله كالجنة الطيّبة العالية، فقد صوّرهم الله عز وجل في القرآن فقال: (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) .
 وصف الله عز وجل المنفقين بالمُخبتين: أي الخاشعين المتواضعين لله -تعالى، فقال عز وجل (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ* الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ).

– مضاعفة المال وحصول البركة والزيادة والنماء فيه، قال عز وجل: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ..)

– صدقة السر أو العلانية تجارةٌ رابحةٌ مع الله عز وجل ولا خسارة فيها، فال تعالي: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ....). 

– الصدقة تكفل لصاحبها عدم الندم والحسرة على ما فاته في حياته الدنيا عند وفاته، قال الله عز وجل: (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ)، 

– الصدقة تُبعد صاحبها عن نار جهنم قال تعالي : (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى* الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى) .

– يشجع  رسول الله  المؤمنين على الصدقة قائلاً  : ( ما نقص مال من صدقة ) فكلما تصدق المسلم زاد ماله .


– الصدقة سببٌ لدفع البلاء، والشّفاء من الأمراض، وكسب رضا الله عز وجل ، وحسن الخاتمة ، قال النبي  (إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السَّوْءِ) .

– إنّ للصدقة أهميّة عظيمة يعود أثرها على المتصدّق، حيث ينال من خلالها البركة في ماله والزّيادة في رزقه ، حيث يقول الرسول  ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً ) .

ما هي الأصناف الثمانية التي تستحق الصدقات ؟

قد حدّد القُرآن الكريم الأصناف الثمانية التي تستحق الصدقات ، وهي :إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ واللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ   (التوبة: 60)

 فالفقير والمسكين: هما الذين لا يجدون ما يكفي حاجاتهم 
العاملون عليها : المسئولون عن جمع الصّدقات وتوزيعها ويجوز لهم أن يأخذوا من الصّدقة
والمؤلّفة قلوبهم : هم الذين يُعطون جُزءًا من الصّدقة لاستمالتهم إلى الإسلام، والترغيب فيه ، كما كان جزءًا منها يُعطى لعتق الرّقاب قديما ،
 والغارمين : هم الذين استدانوا من الناس، ولم يستطيعوا أن يردّوا تلك الديون إلى أصحابها؛ فيُأخذ من مال الصدقة؛ حتى تُسدّد تلك الديون
وفي الرقاب : ما كان يصرف لعتق الرقاب
وفي سبيل الله : الذين يُجاهدون في سبيل الله فيُأخذ من مال الزكاة لإعداد الجيش، وشراء الأسلحة، وغيرها 
وابن السبيل : هو الذي انتهى ماله وهو في طريقه، ولم يتبقّ معه ما يصل به إلى بلده؛ فيُأخذ من مال الصدقات ما يكفي لأن يرجع إلى بلده 

ما هي أنواع الصدقات ؟!

  1- الصّدقات المعنويّة
 الصّدقات المعنويّة: يعد كل ما يترك أثر طيب في النفس صدقة معنوية .قال الرسول  :وَالأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَالنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَة" وكذلك التبسّم في وجه المُسلم صدقة، والكلمة الطيبة صدقة  واماطة الأذي عن الطريق صدقة   
وفي التسبيح والتكبير والتهليل والاستغفار، وقد قال النبي:"إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً"ويجزيء عن ذلك ركعتا الضحي" 
 2 - الصدقات المادية
 الصدقات المادية : تشمل جميع الأنواع منها : النقدية والعينية ، والخدمية، ويمكن أن تكون في شكل تبرعات للفقراء والمحتاجين والمرضى والأيتام ، والمساجد والمدارس والجمعيات الخيرية. والمستشفيات ،فالمُسلم يُخرج ما وفّقه الله لإخراجه 

 3 - كفالة اليتيم 
الصّدقة على اليتيم: فقد أشار النبي إلى مكانة كافل اليتيم، وما أُعدّ له من الثّواب ، قال رسول الله (أنا وكافل اليتيم كهاتَيْنِ في الجنّةِ) وأشار بأصبعيه السّبابة والوُسطى .

4 - الصدقة الجارية 
هي صدقة يستمر أثرها بعد الوفاة وتزيد في الحسنات مثل
علم ينتفع به ، وضع صنبور ماء ،حفر بئرا ، أو زرع نخلة ، أو بناء مسجد ، أو توزيع مصحف يقرأ فيه المسلمون ، او كان له ولد صالح يدعو له ، كانت له صدقة جارية لا ينقطع أجرها ويستمر ثوابها بعد مماته .
 
     5 - صلة الرحم للمستحقين 
إنّ أولى النّاس بالزكاة أو الصدقة هم الأقارب إذا كان فيهممن يدخل تحت دائرة تلك الأصناف؛ لأن الصدقة لها أجران أجر الصدقة وصلة الرحم .

ما هي شروط قبول الصدقة؟! 

1 - إخلاص النية لله تعالى وحده : وليس بغرض الرياء والشهرة والتفاخر قال: (إِنَّ اللهَ تعالى لا يَقْبَلُ مِنَ العملِ إلَّا ما كان له خالصًا، وابْتُغِيَ بِهِ وِجْهَهُ)
 2 - اخفاء الصّدقة أفضل من اظهارها قال تعالي : ( إن تبدوا الصدقات فنعما هي ، وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم سيئاتكم والله غفور رحيم)  ، 
 
 3 - أن يكون المال حلالا : وبأحسن الأشياء وأطهرها وأفضلها،  قال النبي: (أَيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبً)
4 - عدم إلحاق الضرر بالمحتاجين وذلك عن طريق المنِّ والأذى،  قال تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ ..)
5 - التبّرع ولو بالقليل وعدم الاستهانة بمقدار الصدقة
 والمسارعة بالصّدقة قبل فوات الأوان، قال: (فَلْيَتَّقِيَنَّ أَحَدُكُمُ النَّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ، فإنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ)
 
لو علم المتصدق أن صدقته تقع في يد الله قبل يد الفقير لأعطي كل محتاج ولو لم يطلب . لذلك يجب على المؤمنين توظيف جزء من ثرواتهم في الصدقة والتصدق من أجل الله ولكسب الأجر والثواب منه .

 



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-