فضل الوالدين
يعتبر الأب: هو الشخص المسئول كليا عن الأبناء من الناحية المادية والنفسية والمعنوية، فهو الشخص الذي يسعى دائما إلى تلبية رغبات أبنائه في الحياة، ويرغب دائما في رؤيتهم سعداء وناجحين في حياتهم دون انتظار مقابل جراء ما يقدمه ويفعله لهم
والأم حقها أعظم ، كما قال النبي ﷺ عندما سئل "قيل: يا رسول الله! من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك ".
حتي وإن أشركوا بالله ، بل ويريدون منك ان تشرك بالله فلا تطعهما ، وصاحبهما في الدنيا معروفا ، قال تعالي : ( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ...) سورة لقمان (الآية 15 )
طرق برهما في الحياة
(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ) الإسراء : 23
1 - « فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ » فإذا رأيتَ منهما في حال الكبر والمرض :ِ مثل الغائطَ والبولَ الذي رأياه منك في الصغر، فلا تَقْذَرهما وتقول: أفٍّ .
2 - « وَلَا تَنْهَرْهُمَا » أي : لا يصدر منك إليهما زجر بالقول أو الفعل .
3 - « وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا» أي قولا طيبا حسنا بتأدب وتوقير وتعظيم .
4 - « وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ » أي : كن ذليلا رحمة منك بهما ، فعليك أن تطيعهما فيما أمراك به إذا لم يكن فيه معصية لله تعالي ، ولا تخالفهما فيما أحبا .
5 - «وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا» وأن ترحمهما كما رحماك ، وترفق بهما كما رفقا بك ، إذ ربياك صغيرا جاهلا محتاجا ، فآثراك علي أنفسهما ، وسهرا ليلهما وجاعا وأشبعاك وتعريا وألبساك ، فلا تجزيهما إلا بالإحسان إليهما .
وهذا يعني : الإحسان إليهما والإنفاق عليهما إذا كانا محتاجين، والطاعة لهما في المعروف، وخفض الجناح لهما، وعدم رفع الصوت عليهما والدفاع عنهما في كل شيء يضرهما.. إلى غير هذا من وجوه الخير.
طرق برهما بعد الوفاة
- وسئل النبي ﷺ عن حق الوالدين بعد وفاتهما فقال له سائل" : يا رسول الله! هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما بعد وفاتهما؟ قال: نعم،" الصلاة عليهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما " .
( ذكر عليه الصلاة والسلام ( ٥ ) أشياء )
1- الصلاة عليهما :والصلاة عليهما تكون بالدعاء والترحم عليهما بقوله تعالي : (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً)، وأيضا صلاة الجنازة فإنها دعاء لهما .
2- والاستغفار لهما، يعني: سؤال الله أن يغفر لهما سيئاتهما هذا أيضًا من برهما حيين وميتين. (رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات).
3- وإنفاذ عهدهما من بعدهما الوصية التي يوصيان بها، فالواجب على الولد ذكرًا كان أو أنثى إنفاذها إذا كانت موافقة للشرع والسنة .
4- والخصلة الرابعة : إكرام صديقهما إذا كان لأبيك أو أمك أصدقاء وأحباب وأقارب تحسن إليهم وتقدر لهم صحبة والديك وصداقة والديك ولا تنس ذلك، لا تنس ذلك بالكلام الطيب والإحسان إذا كانا في حاجة إلى الإحسان، وجميع أنواع الخير الذي تستطيعه فهذا من برهما بعد وفاتهما .
5- صلة الرحم: التي لا توصل إلا بهما وذلك بالإحسان إلى أعمامك وأقارب أبيك وإلى أخوالك وخالاتك من أقارب أمك، هذا من الإحسان إلى الوالدين وبر الوالدين أن تحسن إلى أقارب والديك؛ الأعمام والعمات وأولاهم ، وصلتهم كل ذلك من صلة الأبوين ومن إكرام الأبوين .
..................
وقال أيضاً رسول اللهﷺ : " إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
( ذكر عليه الصلاة والسلام أيضا (٣) أشياء )
1 - الصدقة الجارية : مثل حفر بئرا ، أو زرع نخلة ، أو بناء مسجد ، أو توزيع مصحف يقرأ فيه المسلمون
2 -علم ينتفع به : هو كل علم ينتفع به غيره فإنه يحصل له علي الأجر .
3 - ولد صالح يدعو لهما : أن يتذكرهم دائما كالأحياء ويترحم عليهم ويدعو لهم في الصلوات أو في جوف الليل ، وأن يقرأ القرآن ويهب ثوابه إليهم ، أو يعمل عمرة أو حج لهما إن استطاع ... وكلها من أعمال البر لهما .
والخلاصة
أن الولد يكون حريصًا على جلب الخير إلي والديهما ودفع الشر عنهما في الحياة والموت؛ لأنهما قد أحسنا إليه إحسانًا عظيمًا في حال الصغر وربياه وأكرماه وتعبا عليه، فالواجب عليه أن يقابل المعروف بالمعروف والإحسان بالإحسان .
